منتدى طلاب الحسكة
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر ، إذا كنت عضوا فالرجاء الدخول باسم حسابك ، أما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيمكنك التسجيل معنا في منتدى طلاب الحسكة أو زيارة القسم الذي ترغب في الإطلاع على مواضيعه

منتدى طلاب الحسكة
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر ، إذا كنت عضوا فالرجاء الدخول باسم حسابك ، أما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيمكنك التسجيل معنا في منتدى طلاب الحسكة أو زيارة القسم الذي ترغب في الإطلاع على مواضيعه

منتدى طلاب الحسكة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب الحسكة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التعلم من خلال اللعب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود
المدير العام
المدير العام
محمود


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 263
تاريخ التسجيل : 18/06/2011
العمر : 35
الإقامة الإقامة : ســوريا - الحسكة

التعلم من خلال اللعب Empty
مُساهمةموضوع: التعلم من خلال اللعب   التعلم من خلال اللعب Ouoooo10الإثنين ديسمبر 03, 2012 10:13 pm

التعلم من خلال اللعب

التعلم من خلال اللعب ((بحث تربوي ))




مخطط الحلقة : ‏


‏ الفهرس ‏


‏1-‏ المقدمة . ‏


‏2-‏ مشكلة البحث .‏


‏3-‏ أهمية البحث .‏


‏4-‏ أهداف البحث . ‏


‏5-‏ الدراسات السابقة .‏


‏6-‏ الخلفية النظرية وتتضمن : ‏


• تعريف اللعب ‏


• أنواع اللعب عند الأطفال ‏


• أهمية اللعب في حياة الأطفال وفوائده ‏


• الخصائص المميزة للعب الأطفال ‏


• اللعب علاج ‏


• النظريات المختلفة في تفسير اللعب ‏


• اللعب عند ل0س فيجوتسكي‎ ( Vygotsky )‎


• نظرية جان بياجيه في اللعب ‏


• التوفيق بين نظريات اللعب ‏


‏7-‏ الخاتمة .‏


قائمة المراجع .‏



‏1- المقدمة :‏


مما لا شك فيه أن الطفل يقضي معظم ساعات يقظته في اللعب، بل قد يفضله
أحياناً على ‏النوم والأكل فهو أكثر أنشطة الطفل ممارسة وحركة. فمن خلاله
يتعلم الطفل مهارات جديدة ‏ويساعده على تطوير مهاراته القديمة، إنه ورشة
اجتماعية يجرب عليها الأدوار الاجتماعية ‏المختلفة وضبط الانفعالات
والتنفيس عن كثير من مخاوف الأطفال وقلقهم سواء تم ذلك اللعب ‏بمفرده أو مع
أقرانه، وإذا فقد الطفل ذلك النشاط وتلكم الممارسة انعكس ذلك على سلوكه
‏بالسلب بل إن غياب هذا النشاط لدى طفل ما لمؤشر على أن هذا الطفل غير
عادي، فالطفل ‏الذي لا يمارس اللعب طفل مريض.


‏- ينبغي أن نعلم أن اللعب دافع ذاتي حقيقي لا يكتسبه الطفل بتعزيز الآخرين
له فهو نشاط ‏تلقائي طبيعي لا دخل لأحد له في تعليمه ، فهو يعبر عن ميل
فطري في الفرد يكتشف الطفل ‏من خلاله نفسه وقدراته، ويطور إ مكا ناته
العقلية والحسية بل يمكن اللعب الطفل من اكتساب ‏قيم ومهارات واتجاهات
ضرورية للنمو الاجتماعي السليم، وعلى ذلك فاللعب نشاط حيوي ‏يمارسه كل
أطفال العالم ولقد ترددت عن اللعب مقولات عديدة ظلت فترة من الزمن يوصي
‏بها الأبناء للآباء والمعلمين للأطفال ومفادها اللعب مضيعة للوقت واستثمار
سيئ للزمن فالأب ‏يقول لابنه يا بني لا تهدر وقتك في اللعب، يا بني اترك
اللعب والتفت إلى دروسك،لا فائدة من ‏اللعب غير إضاعة الوقت. فهل هذه
المقولة صحيحة؟. هل اللعب مصدر تسلية ومضيعة ‏للوقت فعلاً؟. أم أنه وسيلة
تعلم؟. وهل اللعب يخدم النمو بأنواعه لدى الطفل ؟.‏


‏2- مشكلة البحث:‏


يحظى موضوع التعلم باهتمام المربين والعلماء بشكل عام وتتنوع طرق وأساليب
‏التعليم والتدريس والمناهج في عصر المعلومات التي جعلت التدريس أكثر
مناسبة ‏لحاجات المتعلمين وظروفهم وميولهم ورغباتهم


إلا أننا نلاحظ وجود مشكلة عامة وكبيرة ألا وهي تركيز معظم مدارسنا على
‏أسلوب التعلم عن طريق التلقين ذلك التعليم الذي يعتمد على سكب المعلومات
وما ‏على المتعلم إلا حفظها للامتحانات وبعدها تتسرب وتتبخر في حين البحوث
‏التربوية وخاصة بحوث تعليم الأطفال أكدت على أن الأطفال كثيرا ما يخبروننا
‏بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم واستعمالهم للدمى والمكعبات
‏والألوان والصلصال وغيرها فأين هي مدارسنا من طريقة إيصال المعلومة من
‏خلال ممارسة الألعاب التربوية الهادفة والمفيدة ‏




‏3- أهمية البحث :‏


يعتبر اللعب عاملا مهما جدا في عملية تطوير الأطفال وتعلمهم,فاستعمال
الأطفال ‏لحواسهم مثل الشم واللمس والتذوق يعني أنهم اكتسبوا معرفة شخصية ,
هذه ‏المعرفة التي لايمكن أن تضاهيها المعرفة المجردة التي قد تأتي
للأطفال من خلال ‏السرد والتعليم.‏


فاللعب يعطيهم فرصة كي يستوعبوا عالمهم وليكتشفوا ويطوروا أنفسهم ويكتشفوا
‏الآخرين ويطوروا علاقات شخصية مع المحيطين بهم ويعطيهم فرصة تقليد
‏الآخرين فمن هنا لا يمكننا أن ننقص من أهمية اللعب في إكساب الأطفال
مهارات ‏أساسية في كافة المجالات,ولا ننكر أهمية اللعب في صقل شخصية الطفل
وربط ‏تجربة اللعب مع وظائف عديدة كالتطور اللغوي والعاطفي والنضج العقلي
.‏


‏4- أهداف البحث :‏


يهدف البحث إلى ما يلي : ‏


‏1- التعرف على أنواع اللعب عند الأطفال وأهمية اللعب وفائدته في حياة الأطفال .‏


‏2- التعرف إلى أهم الخصائص المميزة للعب الأطفال والعوامل المؤثرة في لعب الأطفال ‏


‏3- الكشف عن كيفية العلاج باللعب .‏


‏4- إن البحث الحالي محاولة للتعرف على النظريات المختلفة التي حاولت تفسير اللعب .‏


‏5- التعرف على نظرية جان بياجيه في اللعب .‏


‏6- المقارنة أو التوفيق بين النظريات المفسرة للعب . ‏


‏5- الدراسات السابقة :‏


‏ الدراسات الخاصة باستخدام اللعب في تطوير القدرات البدنية والمهارات ‏الحركية :‏


‏1- دراسة (محمود ، 1985) :‏


‏"الألعاب الصغيرة وأثرها على تنمية بعض المهارات الحركية الأساسية للصفين الخامس ‏والسادس في المرحلة الابتدائية"‏


هدفت الدراسة إلى معرفة أثر الألعاب الصغيرة في تنمية المهارات الحركية
الأساسية، ‏واستخدمت الباحثة المنهج التجريبي ، وتكونت عينة البحث من (80)
طفلاً ، وزعوا على ‏مجموعتين ، أحداهما تجريبية ، والأخرى ضابطة بأعمار
10-12 سنة .‏


وتم تطبيق البرنامج المقترح على المجموعة التجريبية على مدى عشر وحدات
تعليمية، ‏استغرقت كل وحدة درسين أسبوعيا بواقع (45) دقيقة لكل درس ، في
حين تم تطبيق البرنامج ‏التقليدي على المجموعة الضابطة .‏


وباستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة أسفرت النتائج عما يأتي :‏


‏1. تنفيذ البرنامج المقترح للألعاب الصغيرة للصفين الخامس والسادس
بالمرحلة الابتدائية له أثر ‏ايجابي في تنمية بعض المهارات الحركية
الأساسية لدى أطفال هذه المرحلة .‏


‏2. إن استخدام الألعاب الصغيرة والمنافسات في تعليم المهارات الحركية الأساسية في هذه المرحلة ‏يكون أفضل .‏


‏2- دراسة (عسكر ، 1990):‏


‏"تأثير برنامج مقترح للألعاب الصغيرة على بعض المتغيرات الفسيولوجية
والبدنية ‏والمهارات الحركية لطفل ما قبل المدرسة من سن (5-6) سنوات "‏


هدفت الدراسة إلى وضع برنامج للألعاب الصغيرة لطفل ما قبل المدرسة (5-6)
سنوات ‏والتعرف على تأثيره على بعض المهارات الحركية (العدو ، الرمي ،
الوثب) وفي بعض ‏القياسات الفسيولوجية (النبض ، الضغط) وكذلك بعض القياسات
البدنية (السرعة ، قدرة ‏الرجلين ، قدرة الذراعين) . واستخدمت الباحثة
المنهج التجريبي وتكونت عينة البحث من ‏‏(56) طفلاً وطفلة ، قسمت إلى
مجموعتين ، بواقع (28) طفلاً لكل منهما ، نصفهم من ‏الذكور ، والنصف الآخر
من الإناث ، وتم تنفيذ الألعاب الصغيرة على المجموعة التجريبية ‏من قبل
الباحثة المتضمن عشر وحدات تعليمية من أربعة دروس بواقع درسين أسبوعيا ،
زمن ‏كل درس (45) دقيقة ، أما المجموعة الضابطة فينفذ عليها برنامج الروضة
.‏


وباستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة أسفرت النتائج عما يأتي: ‏


‏1. تأثير البرنامج المقترح للألعاب الصغيرة ايجابياً في تحسين مستوى المهارات الحركية (العدو ، ‏الوثب ، الرمي) .‏


‏2. تأثير البرنامج المقترح ايجابياً في تحسين اللياقة البدنية (السرعة ، قدرة الرجلين ، قدرة ‏الذراعين) .‏


‏3. تأثير البرنامج المقترح ايجابياً في قياسات النبض (كفاءة القلب) عدا الضغط لأطفال ما قبل ‏المدرسة من (5-6) سنوات .‏


‏3- دراسة (الربضي ، والعبادي ، 1993)‏


‏"فاعلية برنامج تدريب حركي على القدرات الحركية لدى أطفال الروضة "‏


هدفت الدراسة إلى قياس فاعلية برنامج تدريب حركي في تطوير القدرات الحركية لأطفال ‏الروضة ممن تتراوح أعمارهم بين (5-6) سنوات .‏


واستخدم الباحثان المنهج التجريبي ، وتكونت عينة البحث من (54) طفلاً ،
منهم (32) طفلاً ‏من الذكور ، و(22) طفلة من الإناث ، تم تقسيمهم إلى
مجموعتين تجريبية وضابطة ، بواقع ‏‏(27) طفلاً لكل مجموعة بواقع (16) ذكراً
و(11) أنثى .‏


وتم إخضاع المجموعة التجريبية إلى البرنامج الحركي لمدة ثمانية أسابيع
بمعدل (5) مرات ‏أسبوعيا . وبمعدل (20) دقيقة في اليوم . أما المجموعة
الضابطة فطبق عليها البرنامج ‏التقليدي . ‏


وباستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة أسفرت النتائج عن وجود فروقاً ذوات
دلالة معنوية في ‏الدرجات البعدية المعدلة على جميع الاختبارات ولمصلحة
المجموعة التجريبية .‏


الدراسات السابقة الخاصة باستخدام اللعب في تنمية النواحي التعليمية ‏والانفعالية والاجتماعية:‏


‏1- دراسة (جاسر، 1988) :‏


‏"اللعب كعملية تعليمية عند الأطفال "‏


هدفت الدراسة في التعرف إلى توضيح أيهما أكثر فائدة في التعلم . التعلم
بالمحاكاة أم التعلم ‏بالصور ، فضلاً عن التعرف على أيهما أفضل التعليم
بالمحاكاة والصور أم التعليم بالصور ‏فقط ، أو التعلم بالمحاكاة فقط .
واستخدم الباحث المنهج التجريبي ، وتكونت عينة البحث من ‏‏(90) طفلا ،
تتراوح أعمارهم بين (4.8-5.Cool سنة ، وتم تقسيم إفراد العينة إلى ثلاث
‏مجموعات الأولى - مجموعة التعلم بالصور ، والثانية - هي مجموعة التعلم
بالمحاكاة، ‏والثالثة - هي مجموعة التعلم بالمحاكاة والصور .‏


وباستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة أسفرت النتائج عما يأتي :‏


‏1. إن تعلم الأسماء في سن ما قبل المدرسة بالمحاكاة أكثر فائدة من التعلم
بالصور فضلاً عن ان ‏التعلم بالمحاكاة والصور أكثر من التعلم بالصور فقط أو
التعلم بالمحاكاة فقط .‏


‏2. إن التعلم في سن ما قبل المدرسة تكون نتائجه أفضل إذا استخدمت أكثر من حاسة من حواس ‏التعلم ‏


‏2- دراسة (العبيدي ، 1997) :‏


‏"أثر استخدام الألعاب والقصص في تعديل السلوك العدواني لدى أطفال الرياض"‏


هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر استخدام الألعاب والقصص في تعديل السلوك
العدواني ‏لدى أطفال الرياض ، استخدمت الباحثة المنهج التجريبي أما عينة
البحث فقد تكونت من (13) ‏طفلاً قسموا إلى مجموعتين ، أحداهما تجريبية
والأخرى ضابطة . استخدمت الباحثة مجموعة ‏من الألعاب التمثيلية التخيلية ،
ومجموعة من الألعاب التعاونية ، فضلا عن مجموعة من ‏القصص تروى عن طريق
مسرح الدمى بواسطة الألعاب . ‏


استغرق تنفيذ البرنامج مدة (Cool أسابيع وبواقع ساعة واحدة يوميا . ‏


وباستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة أسفرت النتائج عما يأتي :‏


‏1. وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسط درجة السلوك العدواني بين المجموعتين ‏التجريبية والضابطة ولصالح المجموعة التجريبية .‏


‏2. وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسط درجة السلوك العدواني بين
الاختبارين القبلي ‏والبعدي لدى أطفال المجموعة التجريبية ولصالح الاختبار
البعدي .‏


‏3- دراسة (المصري، 1998) :‏


‏"دراسة تحليلية لطبيعة العلاقة بين اللعب وتأثيره في شخصية أطفال السادسة"‏


هدفت الدراسة إلى التعرف على تحليل طبيعة اللعب باعتباره وسيلة مهمة لتكوين
شخصية ابن ‏السادسة فضلاً عن دراسة إشكال اللعب ومستوياته عند تلميذ
السادسة وتحليلها وتحديد دور ‏المربي الحديث في عملية اللعب وإبرازه
.استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي للأدبيات ‏المتخصصة بسايكولوجية
اللعب كأسلوب لدراسة عملية اللعب ولحثها عند تلميذ الصف الأول ‏الابتدائي
وكشف إشكال اللعب ومستوياته وخصائصه .‏


وباستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة أسفرت النتائج عما يأتي :‏


‏1. أثبتت الدراسات إن منع الأطفال من ممارسة اللعب يخلق إعاقة في تربيتهم وفي تشكيل ‏شخصياتهم بجميع أبعادها ومقوماتها .‏


‏2. إن تركيز المربين والعاملين في هذا المجال وعلى مجمل النشاط الإنساني
كشخصية يمكن أن ‏يتمثل في تطور اللعب وفي انتقاله التدريجي إلى العمل
والممارسة .‏


‏6- الإطار النظري : ‏


‏1- تعريف اللعب : ‏‎


تعرض كثير من الباحثين لتعريف اللعب 0 وقد جاءت هذه‎ ‎التعريفات على
اختلافها ذات ‏سمات مشتركة تتركز في النشاط والدافعية وسنعرض جانباً‎
‎كبيراً منها يكفي لإعطاء صورة ‏واضحة عن هذا المظهر من مظاهر نشاط الطفل
0‏‎


‏1- ‏‎ ‎سنبدأ بالتعريف الذي يعرضه قاموس التربية لمؤلفه‎ ( Good ) ‎يعرف
جود اللعب أنه‎ ( ‎نشاط موجه‎ ( directed ) ‎أو غير موجه‎ ( free )
‎يقوم به الأطفال من أجل تحقيق‎ ‎المتعة ‏والتسلية ويستغله الكبار عادة
ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها‎ ‎المختلفة العقلية ‏والجسمية
والوجدانية‎ ( Good - 1970 )


‏2- ‏‎ ‎ويكمل تعريف جود‎ ‎للعب تعريف شابلن له‎ ( chaplin 1970 ) ‎في
قاموس علم النفس ‏وهو ( نشاط يمارسه الناس‎ ‎أفراداً أو جماعات بقصد
الاستمتاع ودون أي دافع آخر ) 0‏‎


‏3- ‏‎ ‎يعرف عدس ومصلح‎ ( 1980 ‎ص68 ) اللعب في كتابهما ( رياض الأطفال )
على أنه : ‏‏( استغلال طاقة الجسم‎ ‎الحركية في جلب المتعة النفسية للفرد
ولا يتم اللعب دون طاقة ذهنية ‏أيضاً ) 0‏‎


‏4- تعرف كاترين تايلور ( 1967 ) اللعب على أنه: ( أنفاس الحياة بالنسبة
للطفل أنه‎ ‎حياته ‏وليس مجرد طريقة لتمضية الوقت وإشغال الذات فاللعب
للطفل هو كالتربية‎ ‎والاستكشاف ‏والتعبير الذاتي والترويح والعمل للكبار )
0‏‎


‏5- ‏‎ ‎يعرف بياجه اللعب على‎ ‎أنه : ( عملية تمثل‎ ( Assimilation )
‎تعمل على تحويل ‏المعلومات الواردة لتلائم‎ ‎حاجات الفرد 0 فاللعب
والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية ‏النماء العقلي‎ ‎والذكاء ) 0‏‎


‏6- ‏‎ ‎وقد أشار الكاتب الفرنسي كيلوا‎ ( Cailois ) ‎إلى سمات للعب‎ ‎في
كتابه ( الألعاب ‏والناس ) ( 1958‏‎ Cailois ) ‎ومن هذه السمات‎ :


آ- اللعب مستقل‏‎ ( Separate ) ‎ويجري في حدود زمان ومكان محددين ومتفق عليهما 0‏‎


ب- اللعب غير‏‎ ‎أكيد‎ ( Uncertain ) ‎أي لا يمكن التنبؤ بخط سيره وتقدمه
أو نتائجه وتترك ‏حرية ومدى‎ ‎ممارسة الحيلة والدهاء فيه لمهارة اللاعبين
وخبراتهم 0‏‎


ج- يخضع لقواعد أو قوانين‏‎ ‎معينة أو إلى اتفاقات أو أعراف تتخطى القواعد المتبعة وتحل ‏محلها بصورة مؤقتة‎


د- إيهامي‏‎ ( Fictional ) ‎أو خيالي أي أن اللاعب يدرك تماماً إن الأمر
لا يعدو‎ ‎كونه بديلاً ‏للواقع ومختلفاً عن الحياة اليومية الحقيقية‎


ولا شك أن اللعب يرتبط‎ ‎ارتباطاً وثيقاً بالتربية بل هو كما قال ( روسو ) :
أسلوب الطبيعة في ‏التربية‎ ‎ووسيلتها لإعداد الكائن الحي للعمل الجدي في
المستقبل 0( حنورة ، 1996 )‏


‏2-أنواع اللعب عندالأطفال :‏‎


تتنوع أنشطة اللعب عند الأطفال من حيث شكلها ومضمونها‎ ‎وطريقتها وهذا
التنوع يعود إلى ‏الاختلاف في مستويات نمو الأطفال وخصائصها في‏‎ ‎المراحل
العمرية من جهة وإلى الظروف ‏الثقافية والاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة‎
‎أخرى وعلى هذا يمكننا أن نصنف نماذج ‏الألعاب عند الأطفال إلى الفئات
التالية :‏


‎ ‎الألعاب التلقائية‎ :


هي عبارة عن شكل أولي‎ ‎من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل حراً وبصورة تلقائية
بعيداً عن ‏القواعد المنظمة للعب‎ ‎وهذا النوع من اللعب يكون في معظم
الحالات إفراد يا وليس جماعياً ‏حيث يلعب كل طفل كما يريد 0‏‎


ويميل الطفل في مرحلة اللعب التلقائي إلى التدمير وذلك بسبب نقص‎ ‎الاتزان
الحسي الحركي ‏إذ يجذب الدمى بعنف ويرمي بها بعيداً وعند نهاية العام
الثاني‏‎ ‎من عمره يصبح هذا الشكل من ‏اللعب أقل تلبية لحاجاته النمائية
فيعرف تدريجياً ليفسح‎ ‎المجال أمام شكل آخر من أشكال اللعب ‏‎


‎ ‎الألعاب التمثيلية‎ :


يتجلى هذا النوع من اللعب في تقمص لشخصيات الكبار مقلداً‎ ‎سلوكهم وأساليبهم الحياتية التي ‏يراها الطفل وينفعل بها 0‏‎


وتعتمد الألعاب‎ ‎التمثيلية - بالدرجة الأولى - على خيال الطفل الواسع
ومقدرته الإبداعية ‏ويطلق على‎ ‎هذه الألعاب ( الألعاب الإبداعية ) 0 "
تذهب البنات الصغيرات - ربات البيوت ‏إلى‎ ‎المخزن ويتشاورن حول إعداد طعام
الغداء فتقول إحداهن وقد بدت على وجهها علامات ‏الجد‎ : (( ‎إن زوجي يحب
أكل البفتيك ولكن ابنتي لا تأكل سوى الفطائر - وتقول الثانية هازة‏‎ ‎رأسها
: وزوجي يحب أكل السمك لأنه كما يقول كره النقانق )) وعندما تدخل ربة
البيت‎ ‎إلى ‏المخزن تطوف فيه وتنتقل من قسم إلى آخر وتسأل عن الأسعار وتشم
رائحة اللحم‎ ‎المقدد ‏وتدفع الحساب لقاء جميع ما اشترته وتحسب الباقي 0
وهنا تتذكر أن ابنها سيعود‏‎ ‎الآن من ‏المدرسة وأن طعام الغداء غير جاهز
بعد فتمضي مسرعة إلى البيت ( لوبلينسكايا‎ 1980 ‎ص154 ) 0‏‎


ويتصف هذا النوع من اللعب بالإيهام أحياناً وبالواقع أحياناً أخرى‎ ‎إذ لا
تقتصر الألعاب ‏التمثيلية على نماذج الألعاب الخيالية الإيهامية فحسب بل
تشمل‎ ‎ألعاباً تمثيلية واقعية أيضاً ‏تترافق مع تطور نمو الطفل 0‏‎


‎ ‎الألعاب التركيبية‎ :


يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في‎ ‎سن الخامسة أو السادسة حيث يبدأ الطفل
وضع الأشياء ‏بجوار بعضها دون تخطيط مسبق‎ ‎فيكتشف مصادفة أن هذه الأشياء
تمثل نموذجاً ما يعرفه ‏فيفرح لهذا الاكتشاف ومع تطور‎ ‎الطفل النمائي يصبح
اللعب أقل إيهامية وأكثر بنائية على ‏الرغم من اختلاف الأطفال في‎
‎قدراتهم على البناء والتركيب 0‏‎


ويعد اللعب التركيبي من المظاهر المميزة لنشاط‎ ‎اللعب في مرحلة الطفولة
المتأخرة ( 10-12 ‏‏) ويتضح ذلك في الألعاب المنزلية وتشييد‎ ‎السدود 0
فالأطفال الكبار يضعون خطة اللعبة ‏ومحورها ويطلقون على اللاعبين أسماء‎
‎معينة ويوجهون أسئلة لكل منهم حيث يصدرون من ‏خلال الإجابات أحكاماً على
سلوك‎ ‎الشخصيات الأخرى ويقومونها 0‏‎


ونظراً لأهمية هذا النوع من الألعاب فقد اهتمت‎ ‎وسائل التكنولوجيا
المعاصرة بإنتاج العديد من ‏الألعاب التركيبية التي تتناسب مع‎ ‎مراحل نمو
الطفل كبناء منزل أو مستشفى أو مدرسة أو ‏نماذج للسيارات والقطارات من‎
‎المعادن أو البلاستيك أو الخشب وغيرها 0‏‎


‎ ‎الألعاب الفنية‎ :


تدخل في نطاق الألعاب التركيبية وتتميز بأنها نشاط تعبيري فني‎ ‎ينبع من
الوجدان والتذوق ‏الجمالي في حين تعتمد الألعاب التركيبية على شحذ الطاقات‎
‎العقلية المعرفية لدى الطفل ومن ‏ضمن الألعاب الفنية رسوم الأطفال التي
تعبر عن‎ ‎التألق الإبداعي عند الأطفال الذي يتجلى ‏بالخربشة أو الشخطبة‎
scripling ‎هذا والرسم‎ ‎يعبر عما يتجلى في عقل الطفل لحظة قيامه ‏بهذا
النشاط 0 ويعبر الأطفال في رسومهم عن‏‎ ‎موضوعات متنوعة تختلف باختلاف
العمر 0 ‏فبينما يعبر الصغار في رسومهم عن أشياء‎ ‎وأشخاص وحيوانات مألوفة
في حياتهم نجد أنهم ‏يركزون أكثر على رسوم الآلات والتعميمات‎ ‎ويتزايد
اهتمامهم برسوم الأزهار والأشجار ‏والمنازل مع تطور نموهم 0‏‎


وتظهر الفروق‎ ‎بين الجنسين في رسوم الأطفال منذ وقت مبكر فالصبيان لا
يميلون إلى رسم ‏الأشكال‎ ‎الإنسانية كالبنات ولكنهم يراعون النسب الجسمية
أكثر منهن 0 فبينما نجد أن الأطفال‏‎ ‎جميعهم يميلون إلى رسم الأشخاص من
جنسهم ما بين سن الخامسة والحادية عشرة نجد أن‎ ‎البنات يبدأن في رسم أشكال
تعبر أكثر عن الجنس الآخر بعد الحادية عشرة 0 وتشتمل‏‎ ‎رسوم ‏الأولاد على
الطائرات والدبابات والمعارك في حين تندر مثل هذه الرسوم عند‎ ‎البنات
ويمكن ‏أن نرجع ذلك إلى أسلوب التربية والتفريق بين الصبيان والبنات من
حيث‎ ‎الأنشطة التي ‏يمارسونها والألعاب التي يقومون بها 0 ومما يؤثر في
نوعية الرسوم‏‎ ‎أيضاً المستويات ‏الاقتصادية والاجتماعية للأسر إلى جانب
مستوى ذكاء الأطفال‎


‎ ‎الألعاب الترويحية والرياضية‎ :


يعيش‎ ‎الأطفال أنشطة أخرى من الألعاب الترويحية والبدنية التي تنعكس
بإيجابية عليهم 0‏‎ ‎فمنذ ‏النصف الثاني من العام الأول من حياة الطفل يشد
إلى بعض الألعاب البسيطة التي‎ ‎يشار إليها ‏غالباً على أنها (( ألعاب
الأم‎ mother games ‎لأن الطفل يلعبها غالباً‎ ‎مع أمه 0 وتعرف ‏الطفولة
انتقال أنواع من الألعاب من جيل لآخر مثل (( لعبة‎ ‎الاستغماية )) و
((السوق )) (( ‏والثعلب فات )) و (( رن رن يا جرس )) وغير ذلك من‎
‎الألعاب التي تتواتر عبر الأجيال 0‏‎


وفي سنوات ما قبل المدرسة يهتم الطفل باللعب‎ ‎مع الجيران حيث يتم اللعب
ضمن جماعة غير ‏محددة من الأطفال حيث يقلد بعضهم بعضاً‎ ‎وينفذون أوامر
قائد اللعبة وتعليماته 0 وألعاب هذه ‏السن بسيطة وكثيراً ما تنشأ في‎
‎الحال دون تخطيط مسبق وتخضع هذه الألعاب للتعديل في ‏أثناء الممارسة 0 وفي
حوالي‏‎ ‎الخامسة يحاول الطفل أن يختبر مهاراته بلعبة السير على ‏الحواجز
أو الحجل على قدم‎ ‎واحدة أو ( نط الحبل ) وهذه الألعاب تتخذ طابعاً فردياً
أكثر منه ‏جماعياً لأنها‎ ‎تفتقر إلى التنافس بينما يتخلى الأطفال عن هذه
الألعاب في سنوات ما قبل ‏المراهقة‎ ‎ويصبح الطابع التنافسي مميزاً للألعاب
حيث يصبح اهتمام لا متمركزاً على التفوق‎ ‎والمهارة 0‏‎


والألعاب الترويحية والرياضية لا تبعث على البهجة في نفس الطفل فحسب‎ ‎بل
إنها ذات قيمة ‏كبيرة في التنشئة الاجتماعية 0 فمن خلالها يتعلم الطفل
الانسجام‏‎ ‎مع الآخرين وكيفية التعاون ‏معهم في الأنشطة المختلفة 0‏‎


‎ ‎ويؤكد ( دي بوا‎ 1952 ‎ص370 - 371 ) على قيمة هذه الأنشطة في تنشئة الطفل وفقاً ‏لمعايير الصحة‎ ‎النفسية التعلم من خلال اللعب Frown(
فهذه الأنشطة تتحدى الطفل لكي ينمي مهارة أو يكون عادة وفي ‏سياقها‎
‎يستثار بالنصر ويبذل جهداً أكبر 0 وحينما لا يشترك الناس في صباهم في
ألعاب ‏رياضية‎ ‎فإنهم يحصلون على تقديرات منخفضة وفقاً لمقاييس التكيف
الاجتماعي والانفعالي‎ ‎للناجحين 0 فمثل هؤلاء الأشخاص كثيراً ما يتزعمون
الشغب ويثيرون المتاعب لأنه لم‎ ‎تكن ‏لديهم الفرصة لأن يتعلموا كيف يكسبون
بتواضع أو يخسرون بشرف وبروح طيبة أو‎ ‎يتحملون ‏التعب الجسمي في سيبل
تحقيق الهدف وباختصار فإن أشخاصاً كهؤلاء لا يحظون‎ ‎بميزة تعلم ‏نظام
الروح الرياضية الطيبة وهي لازمة للغاية لحياة سعيدة عند الكبار‎


والواقع أن الألعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم المهارات‎
‎الحركية والاتزان ‏الحركي والفاعلية الجسمية لا تقتصر على مظاهر النمو
الجسمي السليم‎ ‎فقط بل تنعكس أيضاً ‏على تنشيط الأداء العقلي وعلى الشخصية
بمجملها 0‏‎


فقد بينت‎ ‎بعض الدراسات وجود علاقة إيجابية بين ارتفاع الذكاء والنمو
الجسمي السليم لدى‎ ‎الأطفال منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية المراهقة 0‏‎


‎ ‎الألعاب الثقافية‎ :


هي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خلالها‎ ‎معلومات وخبرات 0‏‎


ومن الألعاب الثقافية القراءة والبرامج الموجهة للأطفال عبر‎ ‎الإذاعة
والتلفزيون والسينما ‏ومسرح الأطفال وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة‎


إن الطفل الرضيع في العام الأول يجب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له
البهجة‎ ‎وفي العام ‏الثاني يحب الطفل أن ينظر إلى الكتب المصورة بألوان
زاهية ويستمتع بالقصص‎ ‎التي تحكي ‏عن هذه الصور هذا إلى جانب ذلك تعد
القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة‏‎ ‎إذا كان ‏جالساً في حضن أمه أو
شخص عزيز عليه كما يقول جيرسيلد 0 ويمكن تبين الميل‏‎ ‎نحو ‏القراءة عند
الأطفال في سن مبكرة حيث تجذبهم الكتب المصورة والقصص التي يقرؤها‎ ‎الكبار
‏لهم ويحب الطفل في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه الإمساك بها‏‎


وغالباً ما يميل الأطفال الصغار إلى القصص الواقعية بينما أن اتجاه الأم
نحو‎ ‎الخيال له تأثير ‏هام في تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية 0
ويفضل معظم‏‎ ‎الصغار القصص التي ‏تدور حول الأشخاص والحيوانات المألوفة في
حياتهم ويميلون إلى‎ ‎القصص الكلاسيكية مثل ( ‏سندريلا - وعلي بابا
والأربعين حرامي ) كما يميلون إلى‎ ‎القصص العصرية التي تدور حول ‏الفضاء
والقصص الفكاهية والدرامية 0 ويميلون أيضاً في‏‎ ‎سنوات ما قبل المدرسة
بسبب ما ‏يتصفون به من إحيائية‎ animism ‎إلى القصص التي تدور‎ ‎حول
حيوانات تسلك سلوك ‏الكائنات الإنسانية ( ويلسون 1943 ) 0‏‎


ومع تطور النمو‎ ‎يتغير تذوق الطفل للقراءة إذ أن ما كان يستثيره في الماضي
لم يعد يجذب ‏انتباهه الآن‎ ‎ومع نموه العقلي وازدياد خبراته يصبح أكثر
واقعية 0 إن القدرة القرائية لدى ‏الطفل‎ ‎تحدد ما يحب ويفضل من القصص 0
والاهتمام الزائد بالوصف والحشد الزائد مما هو ‏غريب‎ ‎على الطفل يجعل
الكتاب غريباً عنه وغير مألوف لديه 0‏‎


وتكشف الدراسات أن الميل‎ ‎نحو القراءة عند الطفل تختلف من مرحلة ( عمرية )
لأخرى في ‏سنوات المدرسة حيث يتحدد‎ ‎بموجبها أنماط الكتب التي يستخدمها
0‏‎


‎ ‎ففي حوالي السادسة أو السابعة‎ ‎يميل الطفل إلى قراءة القصص التي
تدور حول الطبيعة ‏والرياح والأشجار والطيور كما‎ ‎أنه يهتم بحكايات الجن
أو الشخصيات الخرافية التي تكون ‏قصيرة وبسيطة 0‏‎


وفي حوالي‎ ‎التاسعة والعاشرة من عمر الطفل يضعف اهتمامه بالحكايات السابقة
ويميل إلى ‏قصص‎ ‎المغامرة والكوميديا والرعب وقصص الأشباح 0 ومع نهاية
مرحلة الطفولة تتعزز ‏مكانة‎ ‎القراءة في نفوس الأطفال وخاصة لدى البنات 0
أما في مرحلة المراهقة تصبح الميول‏‎ ‎القرائية لدى المراهقين أكثر صقلاً
وأكثر إمتاعاً من الناحية العقلية 0 فبينما يهتم‏‎ ‎الأولاد ‏بالموضوعات
التي تتعلق بالعلم والاختراع تهتم البنات بالشؤون المنزلية‎ ‎والحياة
المدرسية 0 ‏وفي المراهقة يصل الولع بالقراءة إلى ذروته 0 نتيجة للعزلة
التي‏‎ ‎يعاني منها المراهقون 0 ‏حيث ينهمكون في القراءة بغية الهروب من
المشكلات التي‎ ‎تعترضهم من جهة وإلى زيادة ‏نموهم العقلي والمعرفي من جهة
أخرى 0‏‎


ويظهر اهتمام‎ ‎المراهقين بالكتب التي تتحدث عن الأبطال التاريخيين
والخرافيين 0 فبينما يهتم‏‎ ‎الأولاد في هذه السن بالاختراعات والمغامرات
تهتم البنات بالكتب المتعلقة بالمنزل‎ ‎والحياة ‏المدرسية والجامعية 0‏‎


والواقع أن حب الكتاب والقراءة تمثل أحد المقومات‎ ‎الأساسية التي تقوم
عليها فاعلية النشاط ‏العقلي 0 لذا يتطلب ذلك تكوين عادات قرائية‏‎ ‎منذ
الطفولة وأن تتأصل عند الأطفال مع انتقالهم ‏من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى
( الحياري ، 1992 )‏


‏3- أهمية اللعب في حياة الأطفال وفوائده :‏‎


اهتم العلماء كثيراً في بيان آثار اللعب في حياة‎ ‎الأطفال 0 فهذا عالم
النفس الألماني ( كارل ‏بيولر ) يؤكد أهمية اللعب في النمو‎ ‎العقلي للطفل
وهذا العالم الروسي ( ماكارينكو ) يؤكد ‏التأثير البالغ للعب في تكوين‎
‎شخصية الطفل ومن المؤكد أن للعب فوائده من نواح عديدة 0 ‏وسنوضح فيما يلي
فوائد‎ ‎اللعب من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والخلقية والتربوية
‏‎


‏1- ‏‎ ‎من الناحية الجسمية‎ :


اللعب نشاط حركي ضروري في حياة‎ ‎الطفل لأنه ينمي العضلات ويقوي الجسم
ويصرف ‏الطاقة الزائدة عند الطفل‎ AURPLUS energy outlet ‎ويرى بعض
العلماء أن هبوط ‏مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم‎ ‎وتشوهاته هي بعض
نتائج تقييد الحركة عند الطفل لأن ‏البيوت الحالية المؤلفة من عدة‎ ‎طوابق
قد حدت من نشاط الطفل وحركته فهو يحتاج إلى ‏الركض والقفز والتسلق وهذا
غير‎ ‎متوافر في الطوابق الضيقة المساحة فمن خلال اللعب يحقق ‏الطفل
التكامل بين وظائف‎ ‎الجسم الحركية والانفعالية والعقلية التي تتضمن
التفكير والمحاكمات ‏ويتدرب على تذوق‎ ‎الأشياء ويتعرف على لونها وحجمها
وكيفية استخدامها 0‏‎


‏2- من الناحية العقلية‎ :


اللعب يساعد الطفل على أن يدرك عالمه الخارجي وكلما‎ ‎تقدم الطفل في العمر
استطاع أن ‏ينمي كثيراً من المهارات في أثناء ممارسته لألعاب‎ ‎وأنشطة
معينة 0 ويلاحظ أن الألعاب التي ‏يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع
وغيرها‎ ‎من أشكال اللعب الذي يميز مرحلة الطفولة ‏المتأخرة تثري حياته
العقلية بمعارف كثيرة‎ ‎عن العالم الذي يحيط به 0 يضاف إلى هذا ما ‏تقدمه
القراءة والرحلات والموسيقى‎ ‎والأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية من
معارف جديدة ‏‏0 وفي إحدى الدراسات التي‏‎ ‎أجريت على أطفال الرياض
والمدارس الابتدائية في بريطانيا في ‏سن (4-7 ) سنوات لوحظ‎ ‎أن الأطفال
الذين أبدوا اهتماماً خاصاً باللعب بالسفن وبنائها ونظام ‏العمل فيها‎
‎ازدادت حصيلتهم اللغوية 0‏‎


وخلاصة الأمر يجب تنظيم نشاط اللعب على أساس مبادئ‎ ‎التعلم القائم على حل المشكلات ‏وتنمية روح الابتكار والإبداع عند الأطفال‎


‏3- من الناحية الاجتماعية‎ :


إن اللعب يساعد‎ ‎على نمو الطفل من الناحية الاجتماعية ففي الألعاب
الجماعية يتعلم الطفل ‏النظام‎ ‎ويؤمن بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة
العمل الجماعي والمصلحة العامة 0 وإذا ‏لم‎ ‎يمارس الطفل اللعب مع الأطفال
الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره‎ ‎الآخرين لكنه بوساطة
اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم وأن يحل ما‎ ‎يعترضه من
مشكلات ( ضمن الإطار الجماعي ) وأن يتحرر من نزعة التمركز حول‎ ‎الذات ‏


‏4- ‏‎ ‎من الناحية الخلقية‎ :


يسهم اللعب‎ ‎في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل 0 فمن خلال
اللعب يتعلم ‏الطفل من‎ ‎الكبار معايير السلوك الخلقية كالعدل والصدق
والأمانة وضبط النفس والصبر 0 كما ‏أن‎ ‎القدرة على الإحساس بشعور الآخرين‎
" empathic ability " ‎تنمو وتتطور من خلال‎ ‎العلاقات الاجتماعية التي
يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته 0‏‎


وإذا‎ ‎كان الطفل يتعلم في اللعب أن يميز بين الواقع والخيال فإن الطفل من
خلال اللعب وفي‎ ‎سنوات الطفولة الأولى يظهر الإحساس بذاته كفرد مميز فيبدأ
في تكوين صورة عن هذه‎ ‎الذات ‏وإدراكها على نحو متميز عن ذوات الآخرين
رغم اشتراكه معهم بعدة صفات‎


‏5- من الناحية التربوية‎ :


لا يكتسب اللعب‎ ‎قيمة تربوية إلا إذا استطعنا توجيهه على هذا الأساس لأنه
لا يمكننا أن نترك ‏عملية‎ ‎نمو الأطفال للمصادفة 0 فالتربية العفوية‏‎
Laissez Faire ‎التي اعتمدها روسو لا ‏تضمن‎ ‎تحقيق القيمة البنائية للعب
وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بالتربية الواعية التي‎ ‎تضع ‏خصائص نمو
الطفل ومقومات تكوين شخصيته في نطاق نشاط تربوي هادف 0 وقد أجريت‏‎ ‎دراسات
تجريبية على أطفال من سن 5-8 سنوات في ( 18 ) مدرسة ابتدائية وروضة أطفال‎
‎منها (6) مدارس تجريبية تقوم على استخدام نشاط اللعب أساساً وطريقة
للتعليم وقد‎ ‎تراوح ‏وقت هذا النشاط ما بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة
يومياً و(12) مدرسة تؤلف‎ ‎المجموعة ‏الضابطة التي لم يكن فيها تقريباً
توظيف للعب نشاطاً للتعلم ( درويش ، 1983 ) ‏


‏4- الخصائص المميزة للعب الأطفال : ‏‎


يتميز لعب الأطفال عن لعب الكبار بعدة مميزات : ‏


اللعب عملية نمو:‏‎


ويظهر ذلك في تتبعنا‎ ‎لنمو الطفل منذ ميلاده فإننا نلاحظ أن شكل النشاط بتغير بازدياد نضج ‏الطفل . ‏‎


ويلاحظ أن لعب الطفل في بداية حياته يكون بسيطاً لا تعقيد فيه يتألف من
حركات‎ ‎عشوائية ‏ومن استثارة لأعضاء الحس 0 وكلما تطور نمو ذكاء الطفل
يصبح لعبه معقداً‏‎ ‎فاللعب بالدمى ‏يجتذب الطفل من سن مبكرة حيث يصل إلى
ذروته في العام السابع أو‎ ‎الثامن من عمره 0 ‏ولهذا أطلق على هذه الفترة
اسم ( سن اللعب بالدمى‎ ) toy age ‎ويلاحظ أيضاً أن اهتمام ‏الطفل باللعب
يبدأ في التغير ويظهر ذلك خلال العام الأول‎ ‎والثاني في حياته المدرسية
0‏‎


ففي البداية يكون الطفل مهتماً بألعاب الجري ثم‎ ‎تصبح الألعاب الرياضية
القائمة على نظم ‏محددة هي تسليته المفضلة هذا إضافة إلى‎ ‎اهتمامه
باتجاهات أخرى كالقراءة أو جمع الأشياء ‏كالطوابع أو الأفلام والصور 0
ويظهر‏‎ ‎هذا جلياً في مرحلة الطفولة المتأخرة ( 11-12 سنة ) ‏وهي مرحلة
الاتزان الحسي الحركي‎ ‎التي تتميز بالرشاقة والقوة والحيوية وسهولة انتقال
‏الحركة وسرعة تعلم المهارات‎ ‎الحركية 0‏


‎ ‎ارتباط اللعب بعمر الطفل ( كما ) ‏‎


يقضي الأطفال أكثر أوقاتهم في اللعب ويتطابق هذا اللعب مع طبيعة النمو‎ ‎في
السنوات الأولى ‏لأنها مرحلة نشاط حركي ثم يزداد عدد أنواع اللعب بالتقدم
في السن‎ ‎حتى البلوغ 0 ويلاحظ ‏أن ألعاب الحضانة ورياض الأطفال متنوعة
كالألعاب التمثيلية‎ ‎واللعب بالمكعبات والماء ‏والطين والرسم والموسيقى 0
أما في مرحلة المدرسة‏‎ ‎الابتدائية فإن الأطفال يهتمون بالألعاب ‏ذات
النشاط الجسمي أكثر من اهتمامهم‎ ‎بالألعاب ذات النمط العقلي أو الجمالي
0‏‎


العوامل المؤدية‎ ‎للتناقص الكمي في أنشطة اللعب‎ :


ويمكننا أن نرجع التناقص الكمي في أنشطة‎ ‎اللعب عند الأطفال إلى العوامل الآتية‎ :


‏1- ‏‎ ‎تضاؤل مقدار الوقت المتاح للعب‎ ‎بسبب الواجبات الجديدة المفروضة
عليه وبسبب الوقت ‏الذي يقضيه في المدرسة وما يتبع‎ ‎ذلك من التزامات خارج
المدرسة 0‏‎


‏2- ‏‎ ‎مسايرة الطفل للضغوط الأسرية والمدرسية‎ ‎والاجتماعية وما يتبع ذلك من التنسيق بين ‏عمله ولعبه 0‏‎


‏3-تزايد وعي الأطفال‎ ‎بميولهم وقدراتهم والتركيز على نمط واحد من اللعب لفترة طويلة ‏والاستمتاع به‎


‏4- ارتباط اللعب بعمر الطفل ( كيفاً )‏‎


في السنة الأولى يغلب على الطفل‎ ‎ألا يطيل في تركيز انتباهه على مؤشر ما فهو ينتقل من ‏لعبة إلى أخرى أو من نشاط إلى‎ ‎آخر 0‏‎


ولذلك يجب أن نوفر له عدداً كبيراً من الألعاب ففي السنة الثانية يستطيع‎
‎الطفل أن يركز ‏انتباهه في نشاط لعب معين لمدة ( 7 ) دقائق في المتوسط
تقريباً 0‏‎ ‎ويزداد هذا المعدل فيصل ‏إلى ( 12,6 ) دقيقة في الخامسة من
عمره 0‏‎


ومع تطور نمو‎ ‎الطفل وقدراته واهتماماته فإنه يأخذ في انتقاء ألعاب معينة من هذا العدد الكبير ‏من الألعاب 0‏‎


وهكذا نرى أن هذا التحول من ( الكم ) إلى ( الكيف ) في نشاط اللعب عند‎ ‎الطفل يدل على ‏تغيرات كيفية في بنية الشخصية 0‏‎


ففي اللعب الاجتماعي مثلاً نلاحظ‎ ‎أن الطفل في المراحل الأولى يلعب مع
كثير من الأطفال ‏دون تمييز فهو يلعب معهم‎ ‎أحياناً ويتعارك معهم أحياناً
أخرى ثم يصالحهم بعد ذلك وكلما كبر ‏الطفل مال إلى‎ ‎اصطفاء مجموعة معينة
من الأصدقاء يعيش معها ويرتبط بها 0‏‎


ومن مظاهر ( التحول‎ ‎الكيفي ) في نشاط اللعب عند الأطفال أن النشاط الجسمي
يتناقص كلما ‏كبر الطفل على‎ ‎حين نلاحظ ازدياد الميل إلى أنشطة اللعب ذات
الطابع العقلي 0‏‎


‎ ‎ومما‎ ‎يلاحظ أن لعب الأطفال ولا سيما الصغار منهم يتسم بالتلقائية
واللاشكلية فالطفل‎ ‎الصغير يلعب بالكيفية التي يريدها مهما كانت مواد لعبه
فهو سعيد مثلاً وهو يلعب‎ ‎بأشياء ‏تخص والديه أو إخوته 0 ولا يراعي في
لعبه مواعيد خاصة أو مكاناً معيناً للعب‎


ويلاحظ أنه في مرحلة المراهقة تختفي الكثير من تلقائية اللعب فالمراهق
يزهو‎ ‎بارتدائه لزي ‏مميز لبعض الألعاب ويشعر بحاجته إلى أدوات خاصة للعب
كمضارب التنس‎ ‎مثلاً ويخضع ‏نشاطه لنظام معين فهو يتفق على مواعيد محددة
للقاء رفاقه واللعب معهم‏‎ ‎في وقت محدد .‏


‏ ( الريماوي ، 1993 ) ‏


‏5- اللعب علاج :‏‎


‎ ‎لا يبعث النمو في مراحله كلها على الارتياح في‎ ‎نفوس الأطفال ذلك
لأنه ينطوي على ‏تغيرات ( دينامية ) عديدة داخل الطفل وخارجه أي في‎
‎علاقته بنفسه وعلاقته بالبيئة المحيطة ‏به 0 وقد تشتمل هذه التغيرات (
الدينامية‎ ) ‎تحت تأثير الضغوط والممارسات الاجتماعية على ‏خبرات سلبية
ليست بقليلة تؤثر في نفسية‎ ‎الطفل وتسبب له التوتر والصراعات النفسية 0
‏ولذلك فالطفل بحاجة إلى التخفيف من هذه‎ ‎المخاوف والتوترات الناجمة عن
الضغوط ‏الاجتماعية المفروضة عليه 0‏‎


‎ ‎وقد‎ ‎استخدمت طريقة العلاج باللعب أو اللعب العلاجي‎ " Play
therapay " ‎طريقة فعالة‎ ‎للعلاج النفسي بالنسبة للأطفال الذين يعانون من
بعض المخاوف والتوترات النفسية 0‏‎ ‎واستخدم ‏فرويد اللعب طريقة في العلاج
النفسي لأول مرة مع ابن صديق له كان يخاف من‎ ‎الخيول إذ ‏قام الطفل هانز
بتمثيل دور الحصان في ألعابه التلقائية لمرات متعددة وبعد‎ ‎ذلك تخلص من
‏مخاوفه من الخيول التي أصبحت مألوفة له 0 واستخدمت هرمين هج هلموت‏‎
Hermine ‎Hellmuth ‎من اتباع فرويد اللعب في علاج الأطفال مضطربي العقول
وذلك في‎ ‎محاولة ‏للتأثير في سلوكهم بشكل مباشر وبدأت ميلاني كلين‎
Melanie Klein ‎تحليلها‎ ‎النفسي ‏للأطفال في عام 1919 وعدت التعليم
المباشر علاجاً غير مفيد 0 وقد استخدمت‏‎ ‎اللعب ‏التلقائي بديلاً عن
التداعي الحر الذي كان فرويد قد استخدمه في علاج الكبار 0‏‎ ‎لقد افترضت
‏ميلاني أن ما يقوم به الطفل في اللعب الحر يرمز إلى الرغبات والمخاوف‎
‎والصراعات غير ‏الشعورية وهو ما يتطلب من الطبيب النفسي إقامة علاقة خاصة
بالطفل‎ ‎فيمثل دور الشخص ‏العادي بينما يقوم الطفل بتوضيح عدد من الأدوار
التي تعبر عن‎ ‎علاقاته الحقيقية مع الناس أو ‏شعوره نحوهم 0 وهذه الأدوار
كانت سبباً في نشوء عدد‏‎ ‎من المتاعب وعلى المعالج النفسي ‏بعد ذلك أن
يجعل الطفل مدركاً لهذه العلاقات‎ ‎الواقعية عن طريق تفسير مضمون الألعاب
‏للطفل .‏


أما أنا فرويد‎ Anna Freud ‎فقد عدت على عكس ميلاني كلين - أن علاج الطفل
يختلف ‏بشكل‎ ‎جوهري عن علاج الكبار إذ أن عمل المعالج في حال الأطفال يكون
تعليمياً لذا يجب أن‎ ‎يحصل المعالج على ثقة الطفل ومحبته 0 فاللعب من
وجهة نظر ( أنا فرويد ) لا يشترط أن‎ ‎يكون رمزاً لشيء ما فإذا كان الطفل
ينصب عموداً لمصباح فهو يقوم بهذا العمل لأنه‎ ‎رأى ‏عموداً وتأثر به 0 وفي
الواقع أن الأطفال يقومون بألعاب تخيلية يجب أن تعزز عن‎ ‎طريق ‏معرفة
تصرفات الطفل في البيت وتجاربه ورغباته ومخاوفه التي يمكن الحصول عليها‎
‎بالألفة ‏والثقة المتبادلة مع الطفل.‏


مما تقدم تبدو أهمية اللعب طريقة علاجية ناجعة ولكن مشكلات التطبيق العملي
للنظريات‎ ‎والحقائق لا تزال موضع أخذ ورد والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا
المقام هو : هل يمكن‎ ‎أن ‏نصدر حكماً على تكيف الطفل الاجتماعي والانفعالي
من خلال الطريقة التي يلعب بها‎ ‎‏.‏


‏ ( الحمامي ، 2001 ) ‏


‏6- النظريات المختلفة في تفسير اللعب:‏‎


لقد شغلت ظاهرة اللعب عند الأطفال العلماء والباحثين في‎ ‎مختلف العصور
وعلى مر الأزمنة ‏فتأملوا هذه الظاهرة عند الإنسان والحيوان وحاولوا أن‎
‎يفسروها فوضعوا نظريات عدة في ‏ذلك ومن أهم هذه النظريات‎ :


‏1- نظرية الطاقة الزائدة‎ :


ظهرت في أواخر القرن الماضي هذه النظرية ووضع أساسها ( شيلر ) الشاعر
الألماني ثم‎ ‎الفيلسوف هربرت سبنسر وخلاصتها : أن اللعب مهمته التخلص من
الطاقة الزائدة 0‏‎ ‎فالحيوان ‏مثلاً إذا توافرت لديه طاقة تزيد عما يحتاجه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
المدير العام
المدير العام
محمود


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 263
تاريخ التسجيل : 18/06/2011
العمر : 35
الإقامة الإقامة : ســوريا - الحسكة

التعلم من خلال اللعب Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعلم من خلال اللعب   التعلم من خلال اللعب Ouoooo10الإثنين ديسمبر 03, 2012 10:14 pm

ببحث مكتمل عن ( اللعب وعلاقتة بالسلوك العدواني )




المقدمـــــــــــة:


تمثل مرحلة الطفولة المبكرة أهم المراحل في حياة الإنسان نظراً لما تتميز
به من مرونة وقابلية للتعلم ونمو للمهارات والقدرات المختلفة ومنها أن
الأطفال في هذه المرحلة يميلون للتخمين والاستكشاف والتجريب. ويعد اللعب
سمة مميزة لهؤلاء الأطفال ، حيث يستغرق جزءاً كبيراً من وقتهم.


ويرى علماء النفس أن اللعب يمثل أرقى وسائل التعبير في حياة الأطفال ،
ويشكل عالمهم الخاص بكل ما فيه من خبرات تؤدي إلى تنمية جميع جوانب النمو
بما فيها النمو المعرفي (إدراكي- انفعالي – اجتماعي – معرفي – مهارات
حركية). وللطفل قدرة على التخيل والابتكار والتفكير اللامحدود.


ويعد اللعب مظهراً من مظاهر السلوك الإنساني في مرحلة الطفولة المبكرة التي
تعتبر مرحلة وضع اللبنات الأولى في تكوين شخصية الفرد، حيث تجمع نظريات
علم النفس رغم اختلافها على أهمية هذه المرحلة في تكوين شخصية الفرد.
(قناوي:5:1995).


وتؤكد الدراسات الحديثة أن لعب الأطفال هو أفضل وسائل تحقيق النمو الشامل
المتكامل للطفل ففي أثناء اللعب يتزود العقل بالمعلومات والمهارات والخبرات
الجديدة من خلال أشكال اللعب المختلفة التي تثري إمكانياته العقلية
والمعرفية وتكسبه مهارات التفكير المختلفة وتنمو الوظائف العقلية العليا
كالتذكر والتفكير والإدراك. (شريف 2001:28:1).


وتعتبر مواقف اللعب بمثابة خبرات حسية عملية وتمثل بعداً مهماً في عملية
التعليم وتنظيم البيئة المتحدية لإمكانيات الطفل وقدراته فالطفل يتعلم
ويتذكر المعلومة التي ترتبط بالخبرة الحسية والممارسة العلمية والتداول مع
الخبرة ذاتها في حين أنه يصعب عليه تذكر أو استيعاب المعلومة التي تقدم له
بصورة شفهية أو مجردة وهو يستمتع بالخبرة عندما يتعامل معها مباشرة
وبتداولها ويسهل عليه تخزينها في الذاكرة ويسهل عليه فيما بعد استدعائها
عند الحاجة إليها.


كما أن موقف اللعب هو أفضل وسيلة لتحقيق التعلم الفعال وهو ما تدعوا إليه
التربية الحديثة فالتعلم الفعال يحتاج إلى الفهم ويحتاج إلى تنمية القدرة
على تصنيف المعلومة الحديثة وتخزينها في الذاكرة بصورة من بعد استدعائها
واستخدامها.(العارضة – 1003-29).


ويساعد اللعب النمو المتكامل بالنسبة للطفل وهو وسيلته الأصلية في الحصول
على المعرفة سواء كانت هذه المعرفة متعلقة بالعالم الخارجي أو بيئته التي
يعيش فيها.


فعن طريق اللعب يكتشف أشياء جديدة غير مألوفة من قبل وينمو لديه دافع حب
الاستطلاع فضلاً على إعداده للحياة المستقبلية.ويعتبر اللعب ليس مجرد نشاط
فردي، أنه نشاط اجتماعي إن له قوة تجعله يغير العالم cohen (35.أ.1993).


وإذا كان البعض يرى في اللعب مجالاً للفساد يشاهد الأطفال من خلاله الأشخاص
الفاسدين ويستمعون للقصص المشبوهة ويدخنون السجائر ويتعلمون عادات أخلاقية
فاسدة، إلا أن اللعب ينطوي على فوائد اجتماعية كبيرة.وبلا شك أن اللعب
الحر يساهم في حل مشكلات الأطفال ويعمل على إيقاف إزعاجهم وعدوانهم لأن
عدوان الأطفال في الملاعب يوقف عدوانهم في الحياة الحقيقية.


(32.31.Ididpp).


ويعد اللعب الجماعي تعبير يطلق على الألعاب التي يتم فيها تقاسم الدمى
والأنشطة أو تحديدها وفقاً لقواعد معينة.وعليه فإن الأطفال سيكون عليهم أن
يتعلموا الكثير قبل أن يستطيعوا اللعب مع الآخرين لعباً اجتماعياً.
(هيلر.1994.160).


وتعد الألعاب التنافسية والرياضية على فائدة كبيرة للطفل إذ تساهم في نموه
من جميع النواحي فهي تنمي عقله وتروض جسمه وتهذب لغته وتعلمه القيم
الاجتماعية وتساعده على التكييف النفسي والاجتماعي.(الببلاوي.1979 من 127).


والسلوك العدواني فهو نمط من السلوك من خلاله يدافع الشخص عن حقوقه الشخصية
بالطريقة التي يعتدي فيها على حقوق الآخرين فالهدف من السلوك العدواني
والتحفيز والاهانة والإيذاء وهو يمثل هجوم على الشخص للآخر أكثر مما هو على
سلوك الشخص وهو رد فعل عدائي أو تفجري ناتج عن غضب مكبوت لدى الشخص
العدواني. وينكر ألبرت وايمونز كل الأساليب العدوانية المباشرة وغير
المباشرة ، والشخص العدواني يشبع حاجاته ورغباته على حساب الآخرين بصرف
النظر عما يصيب الآخرين من أذى فهو يرضى ذاته على حساب ومن السهل عليه أن
يسخر الآخرين ويستغلهم لحساب مصلحته.نلاحظ أن الأطفال في هذه المرحلة
يتميزون بطابع عدواني واللعب الجماعي يعمل تفريغ الشحنات الانفعالية
واكتساب خبرات جديدة تعمل على تغيير سلوكياتهم اكتساب السلوكيات من جماعة
اللعب.



*** مشكلة البحث:


من خلال نزول الباحثة إلى مؤسسات رياض الأطفال وإجراء دراسات ومعرفة العديد
من المعوقات لذا كان من الضروري بناء مواقف تعليمية وأنشطة متعددة يمكن من
خلالها تنمية الثقة بالنفس وحب الاستطلاع وحرية النشاط العلمي لدى أطفال
الروضة وفقاً للأسس المنهجية الحديثة لتعليم الأطفال عن طريق بناء برنامج
ألعاب وأنشطة جماعية موجهة وحرة تسمح بالمشاركة في الأنشطة المفتوحة التي
تحقق أهداف مؤسسات رياض الأطفال على معرفة واكتشاف وتنمية القيم السلوكية
وكذا تشخيص الأسباب التي تحول تحقيق الدور الذي ينبغي أن تقوم به هذه
المؤسسات تجاه أطفال الروضة في تنمية القيم العلمية والإنسانية والسلوكية
والمعرفية وتكمن المشكلة من خلال وجود فارق جنسي ملحوظ بين الذكور و الإناث
ولقد تم تحليل مواقف فيها تفاعل بين الآباء والأبناء بصورة طبيعية وتبين
أن الذكور أكثر عدواناً من الإناث. وهنا تكمن مشكلة البحث في اكتشاف
الألعاب التي تؤدي إلى خفض السلوك العدواني ومعرفة نسبة الفروق الجنسية بين
الذكور والإناث في السلوك العدواني..


لذا:فإن مشكلة البحث الحالي تتناول اقتراح برنامج لخفض السلوك العدواني.



***أهمية البحث:


تبرز أهمية الدراسة الحالية بالنظر إلى جدوى خفض السلوك العدواني بصورة
محددة خلال مرحلة رياض الأطفال من أجل تنمية الجوانب الإدراكية والمعرفية
والواجد نية والنفسية الاجتماعية والمهاراتية من خلال مضامين تعمل على
إكساب الطفل المفاهيم والمهارات المختلفة عن طريق اللعب والأنشطة الجماعية
وكذلك السعي إلى تحديد أفضل المقاييس التي تكمن


استخدامها لقياس القدرة العلمية والاجتماعية ومساعدة المربيات ولو بقدر
بسيط من الخبرات المعرفية لفهم الأطفال واستيعاب سلوكياتهم وتصرفاتهم
وبالتالي فإن طريقة التفاعل والتعامل معهم وأيضا إرشاد مربيات الرياض إلى
اختيار الألعاب التي تعمل على خفض السلوك العدواني لدى أطفال الروضة.



***أهداف البحث:


1- قياس السلوك العدواني.


2- اقتراح برنامج لخفض السلوك العدواني. 3 - التعرف على الفروق في السلوك العدواني تبعاً للمتغير الجنس. ***حدود البحث:


يقتصر دراسة الحالة على:


1- الأطفال المسجلين في رياض الأطفال الحكومية والخاصة.


2- الفئة العمرية لمرحلة الروضة 5 سنوات ذكوراً وإناثا.


ستطبق هذه الدراسة في مدينة تعز (عاصمة المحافظة)للعام الجامعي 2007م-2008م.




1- اللعـــب:


هو عبارة عن جميع الأنشطة التي يقوم بها الطفل لإشباع حاجاته النفسية
وتفريغ طاقاته بحيث يجد فيها متعة ولذة وهو في اللعب يكون مدفوعاً بدوافع
كثيرة مثل حب الاستطلاع والاستكشاف. (السيد:55:1995).


- وعرفه(بياجية) بأنه عملية التمثيل لمعطيات البيئة من خلال النشاط والحركة وهو وسيلة فعالة لتسهيل عملية التمثيل لمحتوى التعلم.


- وعرفه(ملير عام 1974م) اللعب بأنه سلوك ينطوي على تناقض ظاهري فهو
استكشاف لما هو مألوف ومرن على ما أصبح تحت سيطرتنا الفعل وعدوانه ودي
وسلوك اجتماعي غير محدد بنشاط نوعي مشترك أو ببناء اجتماعي وإدعاء لا يقصد
به الخداع... *تعريف السلوك العدواني:


سلوك يعبر عنه بأي رد فعل يهدف إلى إيقاع الأذى أو الألم بالذات أو
بالآخرين ،أو إلى تخريب ممتلكات الذات أو ممتلكات الآخرين ، فالعدوان سلوك
وليس انفعالا أو حاجة أو دافعا.




*تعريف رياض الأطفال:


هي تلك المؤسسات التربوية الاجتماعية التي يلتحق بها الأطفال في السن ما
بين الثالثة والسادسة من العمر في كثير من البلاد بمدارس الحضانة أو مراكز
الرعاية النهارية أو رياض الأطفال (تعريف الباحثة)


*البرنامج:


هو مجموعة من الأنشطة والألعاب الذي يقوم بها طفل الروضة في ممارستها
عملياً وحركياً وهي تتضمن لعباً مناسبة لقدراتهم النفسية والجسمية
والعقلية.


البرنامج:هو مجموعة الأنشطة والألعاب والممارسات العلمية التي يقوم بها
الطفل تحت إشراف وتوجيه إرشاد غيره بالخبرات والمعلومات والمفاهيم
والاتجاهات التي من شأنها تدربه على أساليب التفكير السليم وحل المشكلات
والتي ترغبه في البحث والاستكشاف (بهادر:24:2003).


*التعريف الإجرائي للبرنامج:


هو ما يقوم به الأطفال عند ممارسة الألعاب والموجهة بعد استماعهم وتفاعلهم
مع الموقف التعليمي الذي يعززه المعلم بهدف استثارة التفكير وتحريك العواطف
نحو اللعبة أو الموقف المثير وبعد ذلك يسمح للأطفال بكل حرية التعبير عن
مشاعرهم وأحاسيسهم تجاه اللعبة التي تعرض عليهم من خلال استجابتهم
واستيعابهم للعبة وإتقانها.


*تعريف العدوان:


هو سلوك غير مرغوب فيه يقصد به إيذاء شخص لشخص ينتج عنه ضرر بالشخص الآخر. (تعريف الباحثة)


*التعريف الإجرائي للعدوان:


هي الدرجة التي يحصل عليها الطفل في مقياس العدوان المستخدم في الدراسة



لــفــصــل الــثــانــي



- مفهوم اللعب. - مراحل نمو وتطور اللعب - أنواع اللعب وأهميته.



- النظريات المفسرة للعب.


المقدمــــــــــــــة:


إن كلمه اللعب كثيراً ما نستخدمها في حياتنا اليومية إلى درجة يكاد معها
هذا المفهوم أن يفقد معناه الحقيقي فيحصره بأي نشاط يمارسه الفرد بهدف
التسلية وقتل الفراغ أو مضيعه الوقت بأي نشاط ترفيهي ترفي غير مجدي ووفقا
لهذا فقد فهم اللعب على انه نشاط هدفه اللهو واستهلاك الطاقة والجهد .ألا
أن تعقد الحياة وظروفها الصعبة وتشابك متطلباتها الحياتية المتزايدة تجعل
الاهتمام والبحث عن التربية الاجتماعية ضرورة ملحة وامرأ حيوياً يجب أخذه
بعين اعتبار لإعادة النظر في الكثير من المفاهيم السائدة الخاطئة ... ومنها
أهمية اللعب في حياة الأطفال وقيمته التربوية في بناء شخصية الطفل وتكوين
المفاهيم المعرفية والإبداعية والتي تتحدد أساسا بوعي الكبار عامة والآباء
والمعلمين خاصة بمدي إتاحة الفرصة إمام الطفل لتحقيق الذات في أنشطة اللعب
ومواقفه المتنوعة فاللعب موضوع حيوي وهام وضرورة لحياة الإنسان واعدادة
لحياة المستقبلية ولإحداث التوازن فيها فكل فرد يحتاج إلى وقت لاستعادة
النشاط والتخلص من الهموم والمشاكل اليومية أو من تعقيدات الروتين الممل
وضغوط العمل المتواصلة وإلا ستكون حياة الإنسان جحيما لا يطاق يتعذر على
الإنسان العيش فيه كانسان وإيمانا بالدور الفعال للعب وأهميته في تكون وصقل
الشخصية وإعدادها للحياة المستقبلة فقد حرصت الباحثة على التوقف على أهم
الأسس النظرية لهذه المر حلة وذلك على النحو التالي :-


أولا:- رياض الأطفال :


لقد تعددت المسميات التي تطلق على مراكز رعاية الأطفال مرحلة ما قبل
الدراسة فقد تسمي هذا المراكز " مدرسة الحضانة " أو بيوت الأطفال أو مراكز
حضانة أو رياض الأطفال.


(فوزية دياب ،1986 ،3). وهى تسمية لما يطلبه الطفل في هذا السن من مكان
واسع يسمح له بالقيام بالأنشطة المتنوعة دون وجد عوائق تمنعه من ممارسة
العابة وهوياته ويشعر فيها بالسعادة والانطلاق والحرية ولقد تعدت التعاريف
لرياض الأطفال فعرفها أوليف (1939) بأنها " ليس مكان للتعليم الرسمي أو
عيادة للإشراف الطبي على الأطفال الصغار. فالحضانة ترعى الأطفال من سن
الثانية إلى الخامسة وفي بعض الأحيان من الثانية إلى السابعة، وهي عبارة عن
حديقة يستمتع فيها الأطفال بالشمس واللعب الحر والهواء الطلق والإشراف
الطبي ، وتهتم الحضانات بمراحل نموهم المختلفة وتوفر لهم الهيئة المناسبة
لهذا النمو".




**مفهوم اللعب :-


عرف اللعب العلماء كثيرون وتشير بعضهم بالعبارات المنجزة التالية (فرانك
بارون): عرف اللعب بأنه مصدر سرور الطفل ومصدر عزيزي يساعد طرح التوترات
وهو نوع من التمرين لاستعدادي الفعال لنمو الخبرة.


(دارون ):عرف اللعب بأنة نشاط غير جدي مستقل بذاته هدفه الإشباع الخالص
ويبدو مثل أي نشاط مفيد .(عبد الرحيم 1971 ): ويعرف اللعب أيضا بأنه ممارسة
الفرد لنشاط فيه جميع عناصر الشخصية من بدنية وعقلية واجتماعية ومزاجية
فهو إذن النشاط المتناسق الشامل الذي يرضي حاجات الفرد ويشبع دوافعه .


** مما سبق يتضح أن مضمون اللعب يتسم بالخصائص التالي:-


هو نشاط تعليمي واجتماعي عبر حركة أو سلسة من الحركات تهدف إلى التسلية (هو
نشاط موجه يقوم به الطفل من اجل المتعة والتسلية يعمل على تحويل المعلومات
الواردة لتتلاءم مع حاجات الفرد وهو نشاط فطري تتم من خلاله عملية النمو
والتطور عند الطفل وتساعده علي نمو شخصيته وباختصار فان اللعب هو مخرج
لعلاج مواقف الإحباطات الموجودة في الحياة).



**نمو وتطور اللعب:


أولا : مرحلة تحريك الإطراف واللعب العشوائي (سنة الطفل الأولي من الوالدة).


يسمي العلماء المرحلة الرئيسية الأولى من مراحل اللعب بمرحله تحريك الأطراف
واللعب العشوائي وتمتد هذه المرحلة لمدة عام من الولادة ، ومع نمو الطفل
وتطوره ينمو اللعب لدية ويتطور ، يتميز لبعض الأطفال بالعفوية والحرية
وانعدام القواعد والضوابط ، هذا بحاجة إلى دليل لأن المعروف أن الإنسان
كائن حي اجتماعي وانه منذ الميلاد يبلور سلوك اجتماعي بالأبوين ثم الأقارب
وتتوسع هذه الدائرة مع مراحل النمو .


ثانياً:مرحلة الانتقال أو التنقل (سنة الطفل الثانية )


يحمل اسم المرحلة أهم سمة للعب الطفل في سنة الثانية وكالمرحلة الرئيسية
الأولى سنحاول أن نحدد السمات المختلفة خلال النصف الأول من السنة الثانية
وقبل نهايتها.يصبح لعب الطفل خلال النصف الأول من السنة الثانية من النوع
الهادف لغرض بدائي يرتبط بالحاجة للإشباع أو بإشباع الحاجات نوعاً ما ، كما
يصبح اللعب أكثر تنظيماً وتنوعاً ويكون الطفل في هذه الإثناء قد بدأ يمشي ،
وهكذا يساعده على بدء عملياته الاستكشافية لما حوله ويتألف معظم نشاط
اللعب عنده من المشي وقذف الأشياء بعيداً والمشي نحوها لالتقاطها وإعادة
قذفها ولالتقاطها ثانية .


وفي هذه المرحلة يسبب الطفل الكثير من التلف والخراب للعب والدمى التي بين
يديه وذلك بسبب عدم الإنتساف والتنسيق بين حركات يده وأصابعه وجسمه ،
وإصراره على اللعب بها واستكشافها للتعرف عليها ، وهو في كل ما يتلف أو
يخرب لا يقصد ذلك أبدا ، لأن ذلك يكون بسب حركاته غير المتناسقة فعندما
يمزق دمية ، أو يقطع عقد أو يجذب ذيل حيوان صغير في البيت إنما يقوم بحركات
غير متناسقة بهدف اللعب دون معرفه عواقب أو نتائج ما يؤديه من أعمال أو
حركات أو حرمات.


(شفيقة 94:1980)


ثالثاً: مرحلة التكوين: اللعب تشكيل وتكون (سنة الطفل الثالثة )


تستمر العاب الطفل بالتطور مع تطور نموه ، وتتخذ أبعاداً جديدة في السنة
الثالثة وبذلك تتصف بصفات مميزة.بعد سن الثانية تتخذ العاب الطفل بعداً
رمزياً وذلك لان الطفل يكون قد بدأ يتعلم إتقان الكلام وتتميز العاب هذه
الفترة بأنها وظيفية وحسية حركية بحيث يستمتع الطفل بكونها تؤدي وظائف
معينة يحتاجها تحريك مختلف أجزاء الجسم ، حركات الإيقاع والتوازن ،نطق
الأصوات المختلفة والصراخ والهمهمة والدندنة والترنم ،ويمضي الطفل في هذا
السن قسماً كبيراً من وقته في النظر في الصور وأمام المرآة حيث يبدأ التعرف
إلى ذاته ووعيها ، ومن الألعاب أو ألوان اللعب الحركية التي يمارسها طفل
هذه المرحلة (2-3 سنوات) العاب البناء والتركيب .ويشكل اللعب بالطين والرمل
والحصى والخرز والألوان والمقصات والمعجون معظم نشاط اللعب الحس الحركي
عنده ، ويستخدم المكعبات الخشبية في بناء الجسور ولأشكال البسيطة الأخرى
تقليداً لما يشاهده في البيئة المحيطة إلا أن الطفل هنا لا يزال غير قادر
على تكوين مفاهيم حقيقية للأشياء أي أنه عاجز عن أعطاء سمات مشتركة لصنف من
الأشياء .


رابعاً :مرحلة التجمع الأولى (سنة الطفل الرابعة ) :


تسمي هذه المرحلة أيضا بمرحلة اللعب بوجود الآخرين وليس بمشاركتهم، ويعتبر
هذا النوع من اللعب تطور إذا ما قورن باللعب في المرحلة السابقة، لأنه
بداية اللعب الاجتماعي.


ويحدث التقدم في نوعية اللعب بالاتجاه الاجتماعي نتيجة تشجيع الكبار لهذا
النمط من اللعب أكثر منه كنتيجة عوامل النضج ومع أن الطفل لا يلعب مع
الآخرين في هذه المرحلة ألا انه لا يحب كذلك اللعب بمفرده ، وحيداً بعيداً
عن الأطفال الآخرين أي أنة لا يحب اللعب مع الآخرين ولا يحب أن يلعب بعيداً
عنهم ، فيلعب بوجودهم وليس معهم : اللعب المتوازي. (عبد اللطيف وآخرون
1995:47)


خامساً :مرحلة التجمع الثانية ( السنة الخامسة )


يتطور اللعب بوجود الآخرين وليس بالمشاركة والذي كان سانداً في المرحلة
التجمع الأولى، وذلك تبعاً لتقدم الطفل في نموه العقلي وتطوره.


يدخل الطفل في سن 4-5 سنوات المرحلة (Intuitive ) والتي تمتد عند بياجية من
سن الرابعة وحتى سن السابعة ، وهي المرحلة التي يقول عنها بياجية (1) في
معرض حديثه عن خصائص الطفل يبدأ هنا بإعطاء أسباب لأفعاله وأراه (تعليلها )
كما يبدأ بتكوين بعض المفاهيم ، غير أن تفكيره لازال مادياً حسياً أي أنه
لا يزال غير قادر على أجراء العمليات العقلية أي تكوين صور عقلية للأشياء
غير المحسوسة ومقارنة بعضها ببعض من الذاكرة دون رؤيتها .



سادساً: مرحلة التجمع الثالثة أو المرحلة اللعب التعاوني (5 – 8 ) سنوات


تتطابق هذه المرحلة مع المرحلة الابتدائية الدنيا تقريباً ويتخذ اللعب فيها
أبعادا جديدة تتفق وما يطرأ على الطفل من تطور في أبعاد شخصية الثلاثة ،
العقلية المعرفية ، الجسدية الحركية ، والوجدانية والاجتماعية أو النفسية
الانفعالية .يطلق على اللعب في هذه المرحلة اسم اللعب التعاوني القائم على
مشاركة الأطفال في اللعب ، والتنافس مع الجماعة أي مبادئ اللعب التعاوني
وهذا يجعل الدارس والرياضي والحضانات تقف أمام مطالب خاصة وادوار بارزة في
مساعدة الأطفال على الانتقال من اللعب المتوازي واللعب الرمزي الضيق إلى
اللعب الاجتماعي التكاملي بمعناه الكامل ، حيث يتعلم الطفل معاني التعاون ،
والخطاء والصواب ،والحقوق والواجبات ويكتسب الاتجاهات الاجتماعية
الإيجابية نحو الآخرين وخاصة أولئك الذين يشاركهم اللعب.(خليل 1994: 53 ).


** ثالثاً :أنواع اللعب


وتؤكد الدراسات على أهمية تنظيم اللعب على أساس مبادئ التعليم القائم على حل المشكلات في تنمية التفكير الإبتكاري عند الطفل .


- اللعب الوظيفي أو التدريبي:


إن المرحلة الأولى يطلق عليها اللعب الوظيفي أو التدريبي وهي تعتبر من
الخصائص الرئيسية المميزة لمرحلة الذكاء الحركي واللعب الوظيفي أو التدريبي
هو ما يطلق عليه بياجية ( العرض السعيد للأفعال المعروفة) حيث يقوم
الأطفال بتطبيق السكيما الخاصة بالأفعال بصورة متكررة باستخدام الأدوات أو
باستخدام أجسامهم مثل جذب الأشياء ورفعها والوصول إلى الأشياء التي في
محيطهم والأطفال يفعلون ذلك ويشعرون بالمتعة لتحكمهم في حركتهم ، أن نفس
هذه السكيما يطبقها الأطفال في مواقف أخرى جديدة مثل أنشطة اللعب في الماء
كطرطشة الماء ونثره أو نخل الرمال أو ركوب العجل.


2- اللعب الرمزي:


وهي المرحلة الثانية للعب ويبدأ من 18 شهراً وهو من الملامح الرئيسية
لمرحلة مقابل العمليات تمثل المرحلة الثانية من مراحل النمو العقلي لدى
بياجية ويتضمن اللعب الرمزي استخدام التمثيل الذهني لكي يمثل الفرد أن أداة
معينة تحل محل أداة أخرى أو تكون بديلاً لأداة أخرى في اللعب أو لكي يتبنى
الفرد دوراً معينا أثناء اللعب الإيهامي أو التمثيلي أن هذا يشكل الأساس
للتفكير المجرد في المستقبل وتنظم الخبرات في سياقات كل من العمل واللعب
أثناء نمو الكائن الإنساني وقد وصف (بياجية) ثلاثة أشكال رئيسية من اللعب
واللعب الدرامي واللالعاب ذات القواعد (العارضة (2003- 28).


3- اللعب البنائي :


ويوفر الرابطة الطبيعية بين اللعب الوظيفي والأشكال ألأكثر تعقيداً من
اللعب الرمزي ففي اللعب البنائي يستخدم الطفل الأدوات المحسوسة لكي يخلق
نوعاً من التمثيل لأداة أخرى مثل ( استخدام المكعب كبديل لتلفون) أن
المحاولات في اللعب البنائي تعمل في اتجاه إيجاد قوة شبه بين الأداة
البديلة والأداة الأصلية فعلى سبيل المثال :- قد يبحث الطفل عن خمسة أعواد
من الثقاب لكي تمثل شماعات في تاريخ عيد ميلاده المصنوعة من الرمل .


- اللعب الدرامي:


وهذا النوع من اللعب يتضمن خلق ادوار متخيلة ومواقف ، وعادة ما تصاحبه
ببناء أدوات تمثيلية ولكن التمثيل في هذا النوع من اللعب يكون أكثر تجريداً
فبدلاً من الرموز البسيطة للأدوات سيستخدم الأطفال التعبيرات الجبهة
واللغة لكي يخلقوا أدوار متخيلة ومواقف متخيلة في مشاهد معقدة وشخصيات وسكر
بيت(سيناريو ) معقد وأحيانا يكون هذا اللعب سوسيودارمي في طبيعته بحيث
يتضمن التفاوض حول الأدوار وتمثيل مشاهد أو موضوعات مع الآخرين .


- الألعاب ذات القواعد:


إن كل من مرحلتي اللعب الرمزي والبنائي والدرامي تعتبر معقدة من الناحية
العقلية والاجتماعية ولكن الكفاءة فيهما تهيئ للدخول في الألعاب ذات
القواعد والتي يبدأ ظهورها حوالي السنة الخامسة أو السادسة من العمر .


وفي هذا النوع من اللعب يتم التفاوض والاتفاق على هذه القواعد بين اللاعبين
قبل بدء اللعب أن بعض هذه القواعد مثل تلك الموجودة في لعب البلى أو النرد
يراها الأطفال منزلة من عند الله أو من سلطات أخرى قوية والبعض الأخر من
هذه الألعاب يتم التفاوض بشأنها أثناء اللعب إذا ما قام الأطفال بصورة
تلقائية باختراع لعبة مثل تلك الخاصة بلبه البيسبول كارت . أن القدرة على
التفاوض والالتصاق بقاعدة يتم الاتفاق عليه من الطرفين تمتد بجذورها إلى
مرحلة التفاوض حول القواعد المألوفة في اللعب السوسيودرامي في المر احل
المبكرة من النمو . (القزاز 2005: 235).


ثالثاً:- اللعب والنمو الاجتماعي:


لقد طورت(بارتن)(1932) منظور آخري رئيسياً لرؤية لعب الأطفال فقد عملت على
دراسة السلوك الاجتماعي لدى الأطفال ما فبل المدرسة واستناداً إلى
ملاحظاتها المنظمة افترضت(بارتن )وجود متصل للمشاركة الاجتماعية في اللعب
يتراوح من سلوك المشاهدة إلى السلوك الفردي إلى المتوازي كشكلين م اللعب
الاجتماعي .


وبالتالي فقد قسمت مراحل اللعب من الناحية الاجتماعية إلى ما ياتي : 1 - سلوك المشاهدة:


إن اللاعبين الأقل قدرة قد يعكفون على لدوران حول مشهد من مشاهد اللعب
لأطفال آخرين بغرض التعليم من خلال الملاحظة والتقليد وخاصة في الأوقات
التي لا يكونون فيها على ثقة من الكيفية التي يمكنهم بها الدخول والمشاركة
في اللعب ، أما اللاعبون الأكثر قدرة أو مهارة فأنهم يلجئون لسلوك المشاهدة
لكي يعانهم على الانتقاء ، وأن يقرروا أي الأنشطة سوف يختارونها أو لكي
يتأكدوا من أي الاستراتيجيات تعتبر أكثر فعالية لدخول في لعب قائم بالفعل .


2- اللعب الفردي:


اللعب الفردي يعرف بلعب الطفل بمفرده، دون أفعال صريحة مع الأقران وقد وجدت
(بارتن) أن اللعب الفردي يميز لعب الأطفال الأصغر في مجموعتها ولكن في
بحوث احدث ظهر أن لعب الفردي يؤدي عدة وظائف اعتماداً على عمر الطفل وسياق
اللعب فعلى سبيل المثال الدراما العائلية باستخدام عرائس الديناصور ، أو قد
يؤثر فرصاً للراحة المطلوبة من مطالب التفاوض مع الآخرين من أمثلة اللعب
الفردي ، اللعب باستخدام العرائس ذات الحجم الصغير أو العربات .


3- اللعب المتوازي: ويعرف اللعب الفردي باعتباره اللعب من خلال التشارك في
الخامات أو المساحة دون محاولة الاشتراك في اللعب ، قد يكون هناك نوع من
التفاوض غير اللفظي حول الخامات لكن المشاركة في الموضوع أو في البناء غير
موجودة ويعتقد أن هذا النوع من اللعب يمثل أولى الأشكال غير المتمايزة من
اللعب الجماعي ويمكن أ، تراه المعلمة باعتباره مقدمة للعب الجماعي الكامل
والذي من خلاله يختبر كل طفل طبيعة الطفل الأخر ثم يبدءون بالترويج في
إظهار جهودهم على التعاون .


(الشربيني 2001- 23 -24 ). 4 - اللعب الجماعي:


وفد ميزت(بارتن) بين شكلين من أشكال اللعب الجماعي : الأول هو اللعب
الترابطي والذي نتبينه حينما يشارك الأطفال ويربطوا ما بين الخامات ويقربوا
ما بين مساحات لعبهم ولكنهم يفتقرون إلى التعاون الفعلي أنة مماثل للعب
المتوازي في شكله، ولكن يتضمن بعض العناصر من العب التعاوني الجماعي أيضا
فعلي سبيل المثل قد نجد طفلين يجلسان على منضدة اللعب وأمامهم مكعبات
الليجو وهم يتناقشون حول هذه العجلات التي قد يستخدمها كل منهم ولكن كلاً
منهم يستمر في مشروعه الخاص بدلا ً م أن يتشاركوا في غاية محددة أما الشكل
من أشكال اللعب الجماعي فهو اللعب التعاوني والذي يتضمن جهوداً معقدة
للتفاوض حول موضوع اللعب المشترك والبناء مع الأقران وهو يتصف بأن الأطفال
يخطون داخل وخارج اللعب لكي ينظموا الأدوار أو الأحداث .


(جابر 2003: 35).


رابعاً: اللعب والنمو العقلي:-


أن المصدر الرئيسي للمعرفة حول اللعب ، والنمو المعرفي عادة ما يستمد من
أعمال بياجية الذي عمم نظريته حول النمو العقلي مرتكزا على أشكال اللعب
التي لاحظها في أطفاله الثلاثة والتي تمت دراستها فيما بعد على عينة اكبر
من الأطفال في معهد (روسو )في جنيف ومن وجهة نظر (بياجية) فإن السكيما
الخاصة ينمو اللعب تعتبر سكيما دينامية و نشطة فآي مرحلة نمو جديدة يتم
إرساؤها ، لا تعني بالضرورة أنها تحل محل الطرق السابقة في العمل لكن بدلاً
لبقائنا في المستقبل ، ستظل من الأمور الأساسية ويقول (البس )(مادامت
البيئة تتغير ، فإنها سوف تنتقي الأفراد القادرين على اللعب ) وقد قادنا
التفكير حول تأثير التعليم المقصود والمناهج المرتكزة على تعليم المهارات
إلى البحث والكتابة والحث على التفكير بتعمق حول الحاجة إلى تنمية الخيال
والعقول المرنة .


فإن اللعب الإيهامي يعتبر أساسا لنمو القدرة على التخيل الداخلي ، فهو
يساهم في نمو الابتكار بمعاونة الأطفال على التفاح على الخبرات التي تتضمن
الفضول والاستكشاف لمواقف بديلة وتراكيب بديلة بالإضافة إلى ما سبق فإن
بحوثهم قد أظهرت الفوائد النفسية الاجتماعية للعب التخيلي ،


حيث يذكرون أن الأطفال الذين يشتركون في اللعب الإيهامي عادة ما يكونون
أكثر سعادة وأكثر مرونة حين يواجهون مواقف .(جوديث فان هورن وآخرون :
1993).


رابعاً : اللعب النمو الانفعالي ونمو الإحساس بالذات :-


ويدعم اللعب النمو الانفعالي بتوفير طرقاً لتعبير عن المشاعر وتوفير السياق
الذي يمكن الفرد من أن يتواءم مع هذه المشاعر ويعاون اللعب التمثلي
الأطفال على التعبير عن المشاعر ويعاون اللعب التمثلي الأطفال على التعبير
عن مشاعرهم بالأساليب الأربعة التالية :


1- تبسيط الأحداث: من خلال خلق شخصيات متخيلة وحبكات أو مواقف تلاءم حالتهم
الانفعالية فالطفل الذي يخاف من الظلام ، على سبيل المثال قد يحذف أو يقلل
المشاهد المتعلقة بالظلام أو الليل من مشاهد اللعب .


2- التعويض عن المواقف: من خلال إضافة تصرفات ممنوعة داخل اللعب التمثيلي
فالطفل قد يتناول البسكويت والأيسكريم في الإفطار في اللعب ، بينما في
الواقع يعتبر هذا العمل متنوعاً.


3- مرونة الخبرات: وذلك حينما يكرر الأطفال تمثيل خبرة غيرة سارة أو مخيف
لكي يتمكنوا من التحكم في المشاعر الناجمة عنها، فإذا ما تعرض طفل لحادثة،
على سبيل المثال فأنة يكرر تمثيلها لكي يتمكن من التحكم في المشاعر الناجمة
عن هذه الخبرة.


4- استباق الأحداث أو السلوك: من خلال تمثيل أي شخصية أخرى ، حقيقة أو
متخيلة تبنت عملاً معينا وعانت من نتائجه وذلك حينما يكون الأطفال متهمين
بعواقب عدم طاعة الكبار ، كما أن الذين تحدد مشاهدتهم لتلفزيون ببرامج
معينة فقط قد يسمحون في لعبهم للدمية بشاهدة برامج التلفزيون المحظور عليهم
مشاهدة. (الحيلة 2006: 55 ).


**ثالثاً:- أهمية اللعب


يقدم اللعب وظائف عديدة وعلى درجة كبيرة من الأهمية لحياة الأطفال وتكوين شخصياتهم ويمكن تلخيص أهمية اللعب النقاط التالية :-


1 - الأهمية العلاجية والإرشادية:-


لا يسير النمو في كل الحالات بصورة باعثة على الارتياح في نفوس الأطفال
فالنمو ينطوي على تغيرات دينامية عديدة في داخل الطفل وخارجة .


علاقته بنفسية الآخرين من حوله وقد تنطوي هذه التغيرات وبتأثير الضغوط
والتوقعات الاجتماعية على خبرات سلبية قد يعاني الطفل توتر بشأنها ، وفي
هذه العملية العلاجية يحدث تفريغ للتراكمات السلبية في حياة الطفل النفسية
وإزاحتها عنه فلا تتدعم فيه أو تتأصل في أعماق وتعتبر أساليب اللعب
بالأدوار والتمثيليات الاجتماعية (السوسيودراما ) ذات فاعلية في ترشيد
العلاقات بين جماعات الأطفال وفي إفصاحهم عن مخاوفهم و إحباطاتهم ويؤدي
اشتراك الأطفال في المسرحات النفسية إلى تحسين تكيفهم على أنفسهم ومع
الآخرين والعب أيضا مدخل للتشخيص وطريقة لدراسة شخصية الطفل ومعرفه عالم
الطفولة والعلاج الناجح للمشكلة.


2- الأهمية التربوية للعب :


يعتبر اللعب شكلاً رئيسياً لنشاط الطفل فيه تنمو التفكير والإدراك والتخيل
على الكلام والانفعالات والإدارة والخصال الخلقية بدرجة كبيرة واللعب في د
ذاته لا ينطوي بدرجة كبيرة على قيمة تربوية ولكنة يكتسب هذه القيمة إذا ما
تم تنظيمه وتوجيهه تربوياً فلا يمكن أن تترك عملية نمو الأطفال للصدفة
وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بتأثير تربية واعية تضع في الاعتبار خصائص
نمو الطفل ومقومات تشكيل شخصية في سياق نشاط تربوي (اللبابيدي 49:1990).


كما أن اللعب الإيهامي يساعد الأطفال على تطوير المجال العقلي وإدراك
علاقات جديدة عن طريق إدراك العلاقات البيئية التي يكتشفها الطفل في الفعل
وردة الفعل ويتمكن الطفل أيضاً من اختيار عالم ه المهني الذي يتفق مع
إمكاناته كما يساعد الطفل على تشكيل العالم الذي يريده والدور الذي يختاره
والرغبة التي يتمناها .كما تشكل الألعاب التركيبية منهاجاً تعليمياً تكسب
الأطفال نماءات متعددة تتمثل في التخيل والتصور والتفكير والإبداع والتذكير
والإدارة زيادة إدراكهم لمفاهيم الأشياء وطبيعة المواد مما يساعدهم على حل
المسائل الحياتية وعلى التفكير المبدع ويسهل عليهم الابتكار من خلال
عمليات التدريب التي يمارسها على مواد الألعاب التركيبية.


3- اللعب كأداة لمعرفة الذات :


يتعلم الطفل في اللعب التميز بين الواقع والخيال وكذلك فأنة في اللعب وفي
سنوات الطفولة الأولى عندما يظهر الشكل الأولى لإحساس بالذات لدى الطفل وفي
علاقتها بموضوعات العالم المحيطة به فيبدأ في تكوين صورة عن ذاته وإدراكها
على نحو متميز عن ذوات الآخرين ويأخذ نموذجاً في الأنشطة التي يعيشها .ومن
خلال اللعب يستوعب الطفل معايير السلوك الاجتماعي عن طريق اختلاطه مع
الآخرين ويكتسب بالتدريج القدرة على تنظيم سلوكه وفقاً للمعايير المرغوبة
لهذا السلوك وبالتالي تنتقل المعايير من مؤثرات خارجية إلى معايير
ذاتية.(شفيقة 1989 :90 ).


5- أهمية اللعب في النمو الحركي:


يؤدي اللعب دوراً ضرورياً إذا كان الطفل ينمي عضلاته على نحو سليم ويدرب كل
أعضاء جسمه بشكل فعال وقد أجريت دراسات وأبحاث حول أهمية اللعب على نمو
النشاط الحركي للأطفال في سن ما قبل المدرسة فتبين أن اللعب حينما يخضع
للتنظيم الملائم فأنة يخلق شروطاً مواتية لنمو وتحسين الإشكال المختلفة
للنشاط الحركي عند الطفل ففي اللعب تتحول الحركة من كونها وسيطاً لتحقيق
نتائج معينة إلى كونها غاية في حد ذاتها لفاعلية الطفل وتعتبر لذلك موضوعاً
ولعبه وباتخاذ الطفل لنفسه دوراً محدداً فإنه يفكر بوعي إلى أن يأتي
بحركات مميزة لشخصيات معينة تصدر عنها مثل هذه الحركات .


والطفل في ساق اللعب يبدأ بتكوين اتجاهات معينة نحو كيانه الجسمي النامي
وكيفية استخدامه لإمكانية الجسمية وسعيه إلى تعلم مهارات حركية معينة.
(الخولي 1981: Cool.


6- أهمية اللعب في النمو الاجتماعي والانفعالي:


يؤدي اللعب دوراً بناءً في نضج الطفل اجتماعياً واتزانه انفعاليا فبدون
اللعب يصبح الطفل أنانياً مسيطراً ضيق الأفق غير محبوب ولكنه في لعبه مع
لآخرين يتعلم مشاركتهم ومقاسمتهم خبرات اللعب وأدواره والتزاماته ويتجاور
معهم ويتدرب على المهارات الأخذ والعطاء ويكتسب مكانة مقبولة وسط جماعة
رفاقه .ومن خلال العب مع الآخرين يتعلم الطفل كيف يعقد علاقات اجتماعية مع
الغرباء ويوسع من دائرة اتصالاته مع الآخرين وكيف يواجه ويحل المشكلات التي
تجلبها مثل تلك العلاقات.


كما أن النظام الأخلاقي لشخصيه ستمد أصوله من الأنشطة والممارسات السلوكية
التي يعيشها الطفل في سنواته الأولي حيث يقوم الكبار بتوجيه الأطفال في سن
مبكرة إلى معايير السلوك ويطلبون منهم الالتزام بها فيتعلم الطفل ما تعتبره
الجماعة صواباً أو خطأً في المنزل والمدرسة ولكن تدعيم تفعيل المعايير
الأخلاقية لا يكون جامداً في جماعة اللعب فالطفل يعرف انه ينبغي أن يكون
نزيها أميناً موضع ثقة لا عباً حسناً وقادراً على ضبط النفس لكونه عضواً
مقبولاً من جماعة اللعب .


7- أهمية اللعب في النمو العقلي :


يؤدي اللعب دوراً كبيراً في نمو النشاط العقلي المعرفي وفي نمو الوظائف
العقلية العليا كإدراك والتفكير والذاكرة والكلام عند الطفل .فاللعب يساعد
الطفل على أن يدرك العالم الذي يعيش فيه وعلى أن يتحكم فيه الطفل ويتمكن
منه فمن خلال اللعب يتعرف الطفل على الأشكال والألوان والأحجام ويقف على
يميز الأشياء المحيطة به من خصائص وما يجمع بينهما من علاقات وما تحققه من
وظائف وتحمله من أهمية وبذلك تنمو لديه محطات التمييز بين موضوعات العالم
المحيطة به ومما لا شك فيه أن الألعاب التي يقوم فيها الطفل بالاستكشاف
والتجميع وغيرها من أشكال اللعب تثري حياتهم العقلية بمعارف جمة عن العالم
الذي يحيط بهم وبمهارات معرفية تمكنهم من معرفة هذا العالم ( فرج 1982:
49).



ثامناً : النظريات المفسرة للعب:


أولاً: نظرية النمو الجسمي:


للعالم (carr) وموادها: أن اللعب يساعد على نمو أعضاء الجسم وخاصة الجهاز العصبي مما يشمل عليه مراكز الحس للإنسان.


كذلك تتضمن فلسفة تلك النظرية: النمو الجسمي والفسيولوجي، حيث يستمر اضطراد أجهزة الجسم في النمو وتستمر الزيادة بشكل ملحوظ.


ثانياً : نظرية الطاقة الزائدة:


العالم الألماني (Shiller) (1824-1850) والعالم الانجليزي (Spencer)
(1820-1903) وموادها: أن اللعب هو : تصريف طاقة زائدة عن الكائن الحي،
والتي لا يستنفذها في أغراض الحياة والعمل كذلك تتضمن فلسفة تلك النظرية أن
الأطفال يلعبون للتنفيس عن مخزون الطاقة التي كانت متوفرة قبل ذلك بوقت
طويل (عبد الواحد:60:1978).


ثالثاً:نظرية الاستجمام:


العالم الألماني (Lazarus) (1824-1903) حينما نشر بحثاً عن الألعاب عام
(1883) وخرج منه بنظرية الاستجمام أو تجديد النشاط أو الراحة ، وتكون فلسفة
النظرية متشابهة مع نظرية الترويح التي تذهب إلى أسلوب العمل في أيامنا
هذه ، فهو أسلوب شاق ممل مجهد لكثرة استخدام العضلات للعين ، واليد، وهذا
الأسلوب من العمل يؤدي إلى اضطرابات عصبية إذا لم يتوفر للجهاز البشري
وسائل الاستجمام واللعب كذلك فهو يحث الفرد على الخروج إلى الخلاء وممارسة
أوجه النشاط مثل : السباحة والصيد. (تشارلز بيوكر 447:1964).


رابعاً:النظرية التلخيصية:


العالم الأمريكي (stanly hall 1924:1844) وقد بسط فكرته التلخيصية هذه على
الطفولة بأكملها،في كتاب مشهور له عن المراهقة سنة (1904) وتقوم فلسفة هذه
النظرية على فرضية وهي : أن اللعب هو إلا تلخيص للماضي وأن الإنسان منذ
ميلاده وحتى اكتمال نضجه يميل إلى المرور بنفس الأدوار التطورية التي مرت
بها الحضارة البشرية ، منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض حتى الآن .


( بلقيس مرعي ، 27:1987).


خامساً : نظرية التحليل النفسي:


نشأ التحليل النفسي على يد (سيجموند فرويد) في نهاية القرن التاسع عشر
وبداية القرن العشرين ، بوصفه طريقة المعالجة للأمراض النفسية والعقلية في
الفترة من (1856- 1934) وتقوم فلسفة هذه النظرية في اللعب باعتباره تعبيراً
عن اللاشعور ، فالطفل يلعب لكي يعبر عن ميوله ورغباته المكبوتة التي عجز
عن تحقيقها في الواقع فاللعب التمثيلي أو الإيهامي يتخيل فيه الطفل دور
البطل ، الذي يتغلب على مشاكله أو ينفس عن نفسه.( السيد ، 42:1991).


سادساً : نظرية الإعداد للحياة:


ظهرت على يد العالم gross (1989-1901) ففي خلال تلك الفترة ظهرت نظريته
التي استمدها من نظرية (Darwin) التي تقرر بأن البقاء للإصلاح في مفهومه
للعب ، ونظرية الإعداد للحياة من أفضل النظريات الحديثة وأكثرها وضوحاً ،
حيث أنها توضح أن فترة اللعب تختلف تبعاً لمكان الكائن في شجرة التطور
وتقوم فلسفة النظرية : على أن اللعب لون من ألوان النشاط الغريزي ، الذي
يلجأ إليه الإنسان ، والحيوان ليتدرب على مهارات الحياة ، أو مهارات البقاء
الأساسية وليتقنها استعداداً للصراع من أجل البقاء ، ويقول أصحاب النظرية ،
أن العاب الصغار هي تقليد لأدوار الكبار والإعداد لها فاللعب بالأسلحة
الذي يميل إليها الصبيان هو إعداد فطري لدور المقاتل ، والمدافع عن نفسه
وعن وطنه ، واللعب عند (gross) هو أسلوب الطبيعة والتمرين على العمل الجدي
الذي يتطلبه مستقبل المخلوقات أي أن اللعب : هو الأسلوب الطبيعي للتعليم
والتعلم. (بلقيس مرعي ، 29:21:1987).


سابعاً : النظرية التطويرية في اللعب :


للعالم السويسري (janpiaget 1896:1980) وتقوم فلسفة النظرية على أن اللعب
يرتبط بمراحل النمو عند الأطفال ، وأن لكل مرحلة نمائية ألوانا خاصة من
أسلوب العمل . وممارسته تختلف من بيئة لأخرى ، ومن فرد لآخر ويعتبر اللعب
مقياساً لتطوير الأطفال تحصيلياًً ومعرفياً ويتأثر تطور اللعب عند الأطفال
بنموهم العقلي والانفعالي والاجتماعي (صالح :34:1988).




ثامناً: النظرية المعرفية:


النظرية المعرفية (بياجية) فترى أن اللعب مادة تعليمية للنماء واكتساب
ألوان من السلوكيات في البنى العقلية والوجدانية والحس حركية وبذلك يشكل
اللعب في هذه النظرية مدخلاً للنمو المعرفي ، ذلك لأن الإنسان من خصائصه
البيولوجية أن يتكيف مع البيئة الطبيعية والبيئة الثقافية للتكيف مع
المتغيرات في البيئة بفضل آليتي التمثل والمواءمة فعن طريق آلية التمثل
تمكن الإنسان من إدخال المتغيرات والمستجدات إلى بنيته العقلية والوجدانية
وتكاملها مع خبراته السابقة وعن طريق المواءمة يجري للإنسان بعض التحولات
الداخلية ليتكيف مع المستجدات في الخارج ويسهل عملية التمثل وبذلك فإن
اللعب يصبح تمثيلاً خالصاً ويحول حاصل المعرفة إلى ملائمة مع مطالب النمو
الخاصة للفرد وهكذا فإن اللعب والتمثل هما جزئيات لنمو الذكاء البشري. (
الخوالدة: 2000 :Cool.


تاسعاً : اللعب في نظريات التعلم:


ترد دراسات التعلم إلى العقد الأول من هذا القرن خاصة عندما حصل العالم
الروسي (paflov) على جائزة نوبل عام 1904 نظير ما عرض من أبحاث حول دور
المثير والاستجابة في عملية التعلم ويفسر لنا بعض النتائج التي أقرتها
تجارب التعلم لأنماط مختلفة من اللعب حيث يعتقد (slowprg) أن اللعب مفهوم
غامض تماماً وأنه يضم ألواناً عديدة من السلوكيات التي ينبغي أن يدرس كل
منها منفرداً ، وقد يحاول الطفل تسلق شجرة أو يحاول الاحتفاظ بتوازن كرة
فوق أنفه مقابل الثناء على نشاطات متشابهة في الماضي. (سوزانا ميللر،1987 ،
138) .


أما (كلاك هل) فيرى أن الثناء وإعطاء النقود أو الدمى هي دوافع ثانوية
اكتسبت تأثيرها من التعلم السابق المبني على أساس خفض بعض الدوافع الأولية.


ويتعلم الطفل محاكاة والديه والأطفال الأكبر منه ، لان مطابقة سلوكه لسلوك
من هو أكبر منه وأقوى يؤدي لنتائج مرغوب فيها ، وعلى أساس هذه النظرية يفسر
سلوك مثل اللعب الذي يتم الاشتراك فيه دون وجود مكافأة ظاهرة على أساس أن
سلوكاً قد تم تدعيمه بواسطة المؤثرات الثانوية السابقة التي ترمز إلى
المكافأة. (عيسى، 38:1989).







المراجع والمصادر



1- القزاز، محمد سعيد،(2005): التربية الوالدين في مرحلة الطفولة المبكرة ط2 ، القاهرة – مصر،دار فرحة للنشر والتوزيع.


2- ميلير،سوزان، (1974):سيكولوجية اللعب، ترجمة رمزية حليم ليس القاهرة ، الهيئة العامة للكتاب.


3- هدى، محمد قناوي (1993): الطفل ورياض الأطفال، القاهرة، الأنجلو المصرية.


4- يوسف ،ليلى، (1987): سيكولوجية اللعب ، القاهرة ، دار النهضة المصرية.


5- العارضة ، محمد عبدالله (2003): النمو المعرفي لطفل ما قبل المدرسة
نظرياته وتطبيقاته ط1 – عمان ،الأردن، دار الفكر للطباعة والنشر.


6- الشربيني، زكريا(2000):المشكلات النفسية عند الأطفال ، دار الفكر العربي 2000 ، ص79-81.


7- قطامي ، نائفة وآخرون (2003): نمو الطفل ورعايته ،ط1، دار الشروق ص158.


8- مكلفين ، روبرت وريتشارد ، عدس(2002 ): مدخل إلى علم النفس الاجتماعي،ط1 ،عمان رام الله – وائل للنشر والتوزيع ص337 ، ص349.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعلم من خلال اللعب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نتائج امتحان مقررصعوبات التعلم الدورة الثالثة س2 كلية التربية بالحسكة شعبة معلم صف
» نتائج امتحان مقرر اللعب عند الاطفال الدورة الثالثة س2 شعبة رياض اطفال -كلية التربية بالحسكة
» اعرف شخصيتك من خلال مواليدك
» سافر الي الصين بتأشيرة سياحة او زيارة تجارية من شهر لسنة الاستلام خلال 4 ايام فقط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب الحسكة :: منتدى طلاب كلية التربية بالحسكة :: قسم البحث العلمي-
انتقل الى: