عندما يتعرف أحدنا على شخص أو يقابل شخصاً ما ويرتاح إليه ويتحدث معه ويراه ويكلمه فإنه يشعر بالارتياح و الاطمئنان معه وربما يشتاق إليه أيضاً أهذا ما نسميه حباً أم تعويداً؟؟
وإن كان هذا هو مفهوم الحب الحقيقي أيننا نحن من ذاك الحب الطاهر العفيف الذي تتحدث فيه الأرواح لا الأصوات ، حين تناجي الأرواح بعضها لا الكلمات حتى وإن كانا بعيدين عن بعضهما ؟
أيننا نحن من ذاك الحب السامي حب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لسيدتنا خديجة رضي الله عنها حتى بعد وفاتها وكلنا يعرف ذلك ويعرف كيف كان يتودد لصديقاتها ..
لن أقول ذلك الحب الذي نقرؤه في الروايات والقصص والأشعار والأساطير وما إلى ذلك عن حب الروح الذي _ يقولون _ إنه الحب الحقيقي والذي تجسد بمثال حيّ وهو سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أيننا نحن منه ؟؟
أيننا نحن من مجانين العصر الأموي : مجنون ليلى وجميل بثينة و... هؤلاء الذين ارتقوا بشعرهم وكتبوا أبياتٍ تسمو بها الأرواح حتى إنهم تحدثوا عن حبهم بعد وفاتهم .. وفي قبورهم .. وعن لقائهم بعالم البرزخ .. أيننا نحن منهم ؟؟
هؤلاء سموا بالمجانين لأنهم كانوا غرباء في عصرهم ، هل في عصرنا من يكون مثلهم يسنى مجنوناً أيضاً؟؟
ما مكاننا ؟ ما موقفنا من الحب ؟ هل قتلنا الحب حينما اختلط بمفهوم التعويد ؟؟ أم أن التعويد هو الحب والحب هو التعويد؟
أم أن زماننا ودخول التكنولوجيا إلى حياتنا وعصرنا المسمى بعصر السرعة هو الذي حكم علينا بالابتعاد عن الروحانيات ؟؟
ما موقف الشاب من فتاة أحبته بهذه الطريقة ؟؟
وما موقف الفتيات أيضاً ؟؟
أيجب علينا أن نعيد النظر في مشاعرنا وطريقة فهمنا للأمور وخصوصاً في مواضيع جوهرية منها الحب؟
أم يجب علينا أن نواكب العصر ونتخلى عن كل ما هو سامٍ وننظر إلى الحب على أنه روتين وموضوع ثانوي وعرضي وأنه أصبح تراثاً وتقليداً عليه أن يندثر كما اندثرت أشياء جميلة في حياتنا ؟؟